المعزول سبب انهيار المقاومة.. وحماس انحرفت بمسار القضية عقدت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب اجتماعا أمس لمناقشة القرارات الاخيرة للقمة العربية التي عقدت مؤخراً في موريتانيا، وذلك بحضور عدد من مساعدي وزير الخارجية. ووجه عدد من النواب انتقادات واسعة لجامعة الدول العربية، مؤكدين انها لم تحقق مصالح الشعوب ، وقال اللواء سعد الجمال رئيس اللجنة إن الواقع يؤكد ان الجامعة العربية لا تلبي طموحات الشعوب، مؤكدا أن إرادة الشعوب ستنتصر. وتوجه احد النواب بسؤال لمسئولى وزارة الخارجية عن مدى رضاهم عن النتائج التى اصدرتها القمة العربية الأخيرة، فعقب عليه المستشار محمد صابر مدير وحدة جامعة الدول العربية بوزارة الخارجية قائلا : إن القرارات التى صدرت من الجامعة وفقا للظروف التى عقدت فيها تعتبر مرضية، خاصة ان المؤتمر كان حريصا على عدم الدخول فى النقاط الخلافية بين الدول، خاصة أن الجميع يعلم ان الفترة الحالية هناك عدم توافق فى العديد من القضايا بينهم ، مؤكدا انه تم التوصل للحد الادنى من التوافق بين الدول العربية . مما دفع اللواء سعد الجمال رئيس اللجنة للتأكيد على أن الجامعة تعمل فى وادٍ آخر بعيدا عن طموحات الشعوب ، مؤكدا انه لابد من تفعيل دعوات الرئيس عبدالفتاح السيسى للدول العربية بتعضيد التعاون العربى المشترك، ليس فى مجال الدفاع فقط ولكن فى المجال الاقتصادى، وإنشاء سوق عربية مشتركة بين الدول العربية . وقال اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية إن هناك عدة عوامل أدت إلى إضعاف القضية الفلسطينية خلال الفترة الحالية أولها وجود انقسام فلسطينى إلى جانب انشغال الدول العربية بهموم اخرى، واصبحت كل دولة منشغلة بهمومها مما جعل القضية الفلسطينية تغيب عن الاهتمام. وأكد أن مقاومة المحتل مشروعة فى مواثيق الأممالمتحدة التى تعطى الدول الحق فى الدفاع المسلح عن أرضها، فى حالة وجود أي اعتداءات عليها، لافتا إلى أن موقف المقاومة الفلسطينية انحرف عن مساره وأخذ منحى سياسيا ودينيا، وهذا ما فعلته حركة حماس . وأضاف ان الرئيس المعزول محمد مرسى، تسبب فى إضعاف المقاومة الفلسطينية بعد أن توسط لدى حماس واسرائيل بإجراء مصالحة، بينما تعهدت فيها حماس بعدم التعرض لإسرائيل، مما جعل الاتفاقية تؤثر سلبيا على المقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الدعم الأوربى المستمر لإسرائيل، ومحاولتهم المستميتة للتكفير عن ذنوب ما فعله هتلر كل ذلك ساعد اسرائيل فى تحقيق اهدافها . واشار الجمال إلى أن مجلس الامن اصدر أكثر من قرار لصالح القضية الفلسطينية، إلا ان اسرائيل ضربت بها عرض الحائط، مؤكدا ان الرئيس عبدالفتاح السيسى سلط الضوء علي ظلام دامس عندما دعا لتفعيل الدعوة الفرنسية لتحقيق السلام مع فلسطين. وأوضح الجمال ان اسرائيل هى الدولة الوحيدة فى العالم التى ليس لها حدود مما يعد تعديا صارخا على الشرعية الدولية، وهى تهدف بذلك لابتلاع الدول العربية، مشددا على ضرورة العمل بدعوة الرئيس السيسى لإنشاء القوة العربية المشتركة وتفعيل التعاون الاقتصادي قائلا : إذا استمرت الدول العربية على ما هى فيه الآن فلن يكون لها وجود . وأتفق الأعضاء حول غياب الرؤي والاستراتيجيات العربية في مواجهة التحديات الإقليمية المتمثلة في الأطماع والتدخلات، نتيجة التنافسية بين المشروع الإسرائيلي والمشروع الإيراني والمشروع التركي، مؤكدين أن هذه المشاريع المتصارعة والمهددة للأمن القومي العربي، وإن بدت إقليمية إلا أنها مدعومة ومخططة من قوى دولية غربية تسعى لفرض هيمنتها وسيطرتها بما يحقق مصالحها سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا. ولفت الأعضاء إلى أن المقررات الصادرة عن القمة والواردة فى بيانها الختامى أكدت على العديد من الأمور الإيجابية باعتبار عام 2017 عامًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، ورفض التدخلات الإيرانية، تطوير آليات مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والسلم العربيين- نشر قيم السلام والوسطية والحوار، كما أكدت أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للعرب، وضرورة دعم جهود الشعب الفلسطينى، ووضع إطار زمنى لإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف مع إنهاء احتلال الأراضى العربية المحتلة فى الجولان وجنوب لبنان ودعوة الأطراف الليبية لاستكمال بناء الدولة واعتماد حكومة الوفاق الوطنى من جانب البرلمان. فى السياق ذاته توافق الأعضاء حول دعم الحكومة الشرعية فى اليمن ورئيسها «عبد ربه منصور هادى» مع دعم قرارات الشرعية الدولية بشأن سوريا، كذلك دعم العراق فى الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه، ومواجهة التنظيمات المتطرفة والإرهاب، وكذلك الترحيب ودعم المصالحة الصومالية والتضامن مع السودان لتقرير السلام بين ربوعها، ورفض التدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية. وطالب الأعضاء بضرورة وضع الآليات والخطط التفصيلية، لضمان تنفيذ كل المقررات وتوضيح الأساليب والسبل التى تحققها، ولابد من التوحد والاصطفاف لجميع الدول العربية وإعلاء قيم القومية العربية.