مع قدوم شتاء كل عام تهل علينا ظاهرة طابور الغاز، لكن هذا العام أهل علينا أكثر من طابور فى مقدمتها طابور الثورة الثانية الذي طالب بإقالة رئيس الوزراء الدكتورعصام شرف وأعقبه طابور الانتخابات الذي يتحاكى به العالم. طابور الانتخابات نتطلع أن يكون طابور "الحرية" الذي لم يحدث منذ 60عاما فى مصر التي لم تعتد عليه ولم نعتد - نحن الشعب – عليه، ولذلك حرص الشعب على الإدلاء بصوته كحرصه علي رغيف الخبز وأسطوانة البوتاجاز التي طالما انتظرهما طويلا في طوابير تمتد بالأمتار وتنتهي دائما بالذل والمهانة، إلا أن اليوم ظهرت بوادر عودة العزة والكرامة في طابور الحرية التي نتطلع فيه خيرا. ذلك هو لسان حال الشعب المصري الذي أيقن أن أصواته لن تستغل ولن تزور بكل سهولة كما كان يفعل النظام السابق، وهو ما رصدته عدسات وسائل الاعلام المختلفة خاصة كبار السن الذين أقدموا على الإدلاء بأصواتهم علي كراسى متحركة، مصرين علي أن إعاقتهم وعجزهم وكبر سنهم لن تمنعهم عن المشاركة كتابة تاريخ مصر المعاصر. وفي إطار تواجد هذا الطابور الذي أبهر العالم، تواجد طابور البوتاجاز بالمصادفة بوضوح في منطقة جنوبالقاهرة في صورة طابور طويل من المواطنين معظمهم من محدودي الدخل امتد من الساعة الثامنة صباح أمس واليوم الثلاثاء بمستودع أنابيب عين الصيرة بجوار مترو الملك الصالح. حيث سعى المواطنون إلى الحصول على الأنبوبة بسعر معقول بعد أن تجاوز سعرها في بعض المناطق ب25 جنيها، وفي جانب آخر وعلي بعد أمتار من هذا المستودع يمتد طابور "الحرية " بنفس الطول في لجنة انتخابية بمدرسة صلاح الدين التابعة لمنطقة الخليفة بالدائرة الثامنة بمحافظة القاهرة ولكن الطلب هنا هو بناء مستقبل للبلاد ببرلمان يشمل جميع التيارات بأقل خسائر. وبين طابور البوتوجاز وطابور الانتخابات (الحرية) تكمن القضية في أنه من الممكن أن يستمر "طابور الانتخابات" في السنوات الانتخابية المقبلة، وذلك بعد أن ينجح هذا الطابور في تحقيق برلمان ثورة بمعني الكلمة يعمل على القضاء علي طابور البوتوجاز بسياسات وفعاليات جديدة من شأنها أن ترتقي بالوضع الاقتصادي في الشارع المصري والذي من شأنه أن يقضي علي هذه الظاهرة سواء للبوتاجاز أو العيش وطوابير الفساد. شاهد الفيديو: