شهدت الساعات الاولى ما بعد منتصف ليل السبت اليوم في تركيا تحولاً درامياً في الأحداث، بعد محاولة انقلاب عسكري فاشلة قادها مجموعة صغيرة من ضباط الجيش على حكومة رجب طيب أردوغان. وعاش المواطنون الاتراك ساعات من الاجواء المشحونة والمواجهات الدامية خلفت ورائها 60 قتيلًا من المدنيين واعتقال 754 عسكريًا وإقالة 5 جنرالات و29 ضابطًا برتبة كولونيل من مهامهم بحسب وكالة الأناضول للأنباء المؤيدة للحكومة نتيجة تروطهم في الانقلاب. وعلى الرغم من أن الانقلاب العسكري باء بالفشل في تركيا، إلا أن الأحداث كادت أن تشغل الرأي العام العالمي واهتمامات الدول عن حادث الدهس الذي تعرضت له مدينة نيس بجنوب فرنسا يوم الجمعة الماضي الذي أسفر عن مقتل ما يزيد على 80 قتيلًا و 50 جريحًا وقتل عشرات الأطفال، وذلك أثناء تواجدهم داخل شارع بروميناد دي انجلي لمشاهدة عروض الألعاب النارية التي كانت تضئ سماء نيس ليلًا احتفالًا ب"عيد الباستيل". وبالرغم من أن الانقلاب العسكري لم ينجح في الإطاحة بحكومة أردوغان، لكنه نجح في سحب البساط من تحت حادث الدهس في مدينة نيس الفرنسية، حيثُ تصدر المشهد التركي عناوين الصحف العالمية والعربية والمواقع الإخبارية، وكذلك الشبكات الاجتماعية، وتناسوا سلسلة مسلسل الهجمات الإرهابية التي تغزو فرنسا. ونجح الانقلاب العسكري في تركيا في تصدر الوسوم الأكثر تداولا على موقع التدوين المُصغر تويتر ليقضي على هاشتاج حادث نيس الإرهابي، وسرعان ما تبدلت صور ضحايا نيس إلى لقطات من أحداث الشارع التركي، كما تحول المآتم الذي إقامه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الممزوج بكلمات التعازي والمواساه لأسر ضحايا نيس الإرهابي بين ليلة وضحاها إلى ساحة حوار لتحليل المشهد التركي وسبب فشل الانقلاب العسكري، الذي ارجحه البعض إلى انقسام في صفوف الجيش التركي وأشادوا بفطانة الرئيس التركي طيب أردوغان. وعلل أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" سبب فشل الانقلاب العسكري في تركيا إلى قلة وعي الجيش التركي ناصحا اياه أن يتعلموا فن الانقلاب من مدرسة الضباط الأحرار المصريين 1952، وهي تعد من الحركات العربية المهمة ضد الاستعمار البريطاني التي كان لها الأثر الكبير في الساحة العربية بصورة عامة وفي مصر خاصة.