آثارت محاولة الإنقلاب على السلطة التركية، التي باءت بالفشل أمس الجمعة، التشككات حول العقل المدبر، ووجهت أصابع الاتهام نحو المفكر الاسلامى "فتح الله كولن"، حتى وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإرهابي. نشأته وحياته ولد المفكر الإسلامي والداعية التركي فتح الله كولن في 27 أبريل 1941 في قرية صغيرة تابعة لقضاء حسن قلعة المرتبطة بمحافظة أرضروم، وهي قرية كوروجك ونشأ في عائلة متدينة فكان والده "رامز أفندي" يشهد له بالعلم والدين وكما أن والدته "رفيعة خانم" مشهودة بإيمانها العميق. تعلم "كولن" القرآن ولم يتجاوز الرابعة من عمره وقام بختمة خلال شهر واحد، وكان يتردد على المدرسة الدينية"التكية" في طفولته وصباه، لذلك تلقى تربية روحية إلى جانب العلوم الدينية بجانب دراسة النحو والبلاغة وأصول الفقه والعقائد والعلوم الوضعية والفلسفة . عين "كولن" إمام جامع فى مدينة ادرنة عندما بلغ العشرين من عمره، قاضياً سنتين من عمرة فى الزهد والتقوى فكان يقيم بشكل كامل فى الجامع ولايقتصد الشارع إلا للضرورة. عملة الدعوى.. ونشأة حركة "كولن" بدأ عمله الدعوي في أزمير في مدرسة تحفيظ القرآن تابعة لجامع ثم عمل كواعظاً يلقى الخطب فى الجوامع، كما كان يعقد الندوات والمجالس الدينية. أسس كولن حركة دينية تمتلك المئات من المدارس فى تركيا وخارج البلاد، وسميت ب"حركة كولن"، وامتد نشاطها الى مراكز ثقافية بها عدد كبير من دول العالم واقامة مؤتمرات سنوية فى بريطانيا والاتحاد الاوروبي وامريكا بالاشتراك مع اكبر الجامعات العالمية بهدف تنمية ثقافة الحركة . بدأت متاعب كولن مع السلطات عام 1999، و لم يعد إلى تركيا مرة أخرى بحجة تلقيه العلاج في إحدى المستشفيات بولاية "بنسلفانيا" الأمريكية. الخلاف بين حزب العدالة والتنمية وحركة كولن أولاً: ملف الاستخبارات التركية 2012 ترجع جذور الخلاف إلى رئيس ملف الاستخبارات التركية حاقان فيدان، المقرب من أردوغان والذى اتهمت السلطات التركية بالتخابر مع حزب العمال الكردستانى لحدوث ازمة سياسية فى البلاد، لكنه خيب امال جماعة "كولن" التى كانت تنظر مساعدتة لاحكام السيطرة على الجهاز. ونتج عن ملف "فيدان " تغيير اردوغان للعشرات من افراد الجماعة فى اجهزة الدولة والتى أظهرت العلاقة المتوترة بين الحزب والحركة . ثانياً: احتجاجات منتزة "جزي" 2013 بدأت الاحتجاجات تنديدًا بخطة إزالة منتزه جيزي في 28 مايو 2013 ، على الرغم من عدم مشاركة الجماعة في الاحتجاجات إلا أن وسائل الإعلام المرتبطة بها حاولت اتهام اردوغان بالتسلط ، ولاحقا وبعد انتهاء الاحتجاجات اعلن إعلامي امتلاكه تسجيلات تشير إلى اتفاق الجماعة مع حزبي المعارضة الرئيسين حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية على إثارة أعمال شغب بهدف اسقاط شعبية الحزب الحاكم. جدير بالذكر أن الذى عمق الخلاف بين الطرفين كان حول معاهد التحضير للامتحانات الجامعية، فقد أعلنت الحكومة نيتها تغيير نظام الامتحانات وتحويل هذه المعاهد إلى مدارس خاصة، وكانت الجماعة تمتلك ربع هذه المعاهد فتعاملت مع الامر بحساسية وتحدت القرار الحكومى وأعلنت رفضها.