لم يكن التقارب السلفي الإسرائيلي وليد اللحظة عندما عقد نادر بكار المتحدث باسم حزب النور السلفي لقاء سريا مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في أبريل الماضي من العام الجاري بجامعة هارفورد الأمريكية فى الوقت الذي كان بكار يحصل فيه على درجة الماجستير من الجامعة، وإنما سبقه رموزا سلفيه أخري. بعد كشف اللقاءات السرية بين السلفيين والإسرائيليين يتعرض حزب النور لهجمات شرسة تكاد تعصف به، ولم يجد قيادات السلفية مخرج من ورطتهم إلا من خلال اصدار بيانات يوضحوا فيها أن موقفهم ثابت "تجاه الكيان الصهيونى المغتصب للأراضى الفلسطينية والعربية والمعتدى على المقدسات الإسلامية، ولم يدلوا باية تصريحات عما دار فى لقاءاتهم مع الإسرائيلين سواء كانوا مسؤولين أو شخصيات عامة. ترصد بوابة الوفد فى هذا التقرير لقاءات قيادات حزب النور السلفي بإسرائيليين وكيف كانوا يخرجون من ورطتهم عند الهجوم الحاد عليهم من الراى العام. كان لقاء وجيه الشيمي القيادي بحزب النور السلفي للحاخام الإسرائيلي"يعقوب نجان" رئيس المدرسة الدينية "يشيفا" بمستوطنة عتنائيل بالضفة الغربية فى مصر أول لقاء تقارب من نوعه لقيادات سلفية بالإسرائيليين. وجاء هذا القاء عندما دعا الباحث في شئون الأديان المصري الأمريكي، الدكتور عمر سالم، الحاخام من عتنائيل بصحبة ناشطة السلام المتدينة رفاكا أبراهمسون، والباحث في شئون اليهودية البروفيسور يوسف رينجل لزيارة مصر في إطار المساعي للتقريب بين الأديان". استغل الدكتور وجيه الشيمي المسئول في حزب "النور" السلفي ورئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم، زيارة الوفد الإسرائيلي لمصر، وقام بعقد لقاءات وأخذ صورا تذكارية معهم ، وبعد تسرب هذه الصور لوسائل الإعلام واجه حزب النور هجومًا شرسًا من الرأي العام المصري. لم يجد قيادات الحزب مهرب من الانتقادات، سوى إصدار بيانًا يوضح بان موقف الحزب ثابت من الكيان الصهيوني، وأن اللقاء كان بصفه أكاديمية وليس حزبية. لم يتوقف التقارب بين السلفيين والإسرائيليين عند هذا الحد بل امتد إلي إجراء مداخلات هاتفية مع الإذاعة الإسرائيلية لنقل ما يجري على الساحة المصرية. وكان الدكتور يسرى حماد، المتحدث باسم حزب النور السلفى، أجرى مداخلة هاتفية مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، مما جعله حديث الوكالات العالمية، حيث نقلت الوكالة الفرنسية عن مسؤول إسرائيلى كبير لم تذكر اسمه أنه تفاجأ بقبول ممثل حزب النور السلفى إجراء مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلى، وأن هذا يدفعه دون شك للتفكير فيما يحدث فى مصر. بعدها دافع حماد عن نفسه، وقال" إن الاتصال الذى تم مع الإذاعة الإسرائيلية لم يكن مع إسرائيلى، وإنما كان مع عراقى يعمل مراسلاً بالإذاعة".