وضعت وسائل الإعلام الأوروبية، قبل انطلاق منافسات بطولة الأمم الأوروبية يورو 2016، التي تستضيفها فرنسا، قائمة للمرشحين باللقب، جاءت على رأسها فرنسا صاحبة الأرض والجمهور، مع ألمانيا بطلة العالم، وحامل اللقب إسبانيا، والقادم من بعيد إيطاليا، لكنها غفلت كثيرًا وجود منتخبات صغيرة في الاسم كبيرة في المقام قادرة على تكرار المفاجآت على شاكلة يورو 2004 التي فعلتها اليونان وهزت عرش الكبار. دور الثمانية اكتملت أركانه، بالأسماء الكبيرة مع وجود 4 منتخبات صغيرة تصطدم ببعضها في دور الثمانية بعد غد الخميس حيث يلتقي المنتخبان البرتغالي والبولندي في فيلودروم، في معركة بين رفاق رونالدو ورفاق ليفاندوفيسكي. بينما يترقب الجميع استمرار مفاجآت المنتخب الويلزي أمام استفاقة المنتخب البلجيكي الذي استعاد الثقة وأكد أنه أحد الكبار المرشحين للبطولة. بداية المنتخب البلجيكي كانت محبطة وغير متوقعة لكتيبة المدرب مارك فيلموتس، بهزيمة مخجلة أمام العملاق الإيطالي بثنائية نظيفة في افتتاح المجموعة الخامسة، ثم عاد الفريق، واقتنص بطاقة التأهل لدور ال16 بفوزين متتاليين على أيرلندا، والسويد. وعلى رغم الأداء المميز من المنتخب السلوفاكي خلال مباريات الدور الأول، إلا أن هازراد ورفاقه لم تأخذهم أي رحمة بالمنافس وعصفوا به خارج البطولة برباعية نظيفة في موقعة الأحد الماضي، ليتأهل الشياطين الحمر إلى دور الثمانية للمرة الأولى منذ عام 1980، ويضربون موعدًا في الدور المقبل مع مفاجأة البطولة المنتخب الويلزي الخميس المقبل على ملعب ليل متروبول. وعلى رغم أن نجم المنتخب البلجيكي إيدن هازارد، قدم عرضًا فرديًا رائعًا وسجل هدفًا جميلًا لتفوز بلاده برباعية على المجر، كما أنه صنع الهدف الثالث له في البطولة، ليتصدر قائمة أفضل صانعي الألعاب لكن مدربه مارك فيلموتس لا يزال ينتظر المزيد من قائده. المنتخب الويلزي يعتمد كليًا في مواجهة الشياطين، على نجمه المتألق وأغلى لاعبي العالم جاريث بيل، الذي سجل ثلاثة أهداف رائعة، وصنع الفرص وقاد فريقه لدور الثمانية على حساب المنتخب الأيرلندي بهدف نظيف. واحتاج منتخب ويلز إلى هدف بنيران صديقة سجله جاريث ماكاولي في الدقيقة 75 بطريق الخطأ في شباك فريقه، من أجل الفوز، والتأهل إلى دور الثمانية لكأس الأمم الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه. أما المنتخب البرتغالي فحاله كحال المنتخب البلجيكي، ظهر بأداء سيئ في انطلاقته بالمجموعة السادسة وتعادل في كل مبارياته، إلا أن التعادل الأخير أمام المجر أعاد لبرازيل أوروبا الأمل، خاصة بعدما توهج نجم أفضل لاعبي العالم كريستيانو رونالدو، وأصبح قادرًا على قيادة البرتغال لتحقيق لقبه الأول، وتحدي الكبار بعدما أقصوا العملاق الكرواتي الذي رشحه الكثيرون للوصول إلى الأدوار النهائية بقدمي النجم الذي عاد للتألق لويس ناني هداف منتخب البرتغال. ومع تألق رونالدو وأهداف ناني الحاسمة والدفاع الصلب بقيادة بيبي، قد يصل المنتخب البرتغالي بعيدًا في البطولة، حيث أصبح منتخب البرتغال أمام فرصة حقيقية لبلوغ نهائي البطولة، بعد أن كان على شفا الخروج من الدور الأول، عقب عروض مخيبة في بطولة أمم أوروبا، ووضعت القرعة المنتخب البرتغالي في مواجهة بولندا، التي يمكن تخطيها في دور ال 8، وويلز أو المجر أو بلجيكا قبل النهائي. أما المنتخب البولندي، فمازال يقدم في البطولة أفضل مثال على فريق الجماعة، وليس النجم الأوحد كما توقع له البعض أن يكون المهاجم الشرس ليفاندوفيسكي هو القائد والهداف الأوحد. وعلى رغم كل شيء فاز منتخب بولندا على نظيره السويسري بركلات الجزاء الترجيحية في دور ال16 عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1، ليصعد الفريق إلى دور الثمانية للمرة الأولى في تاريخه. وفي ظل التألق غير العادي لشيردان شاكيري، والعودة المنتظرة للعملاق ليفاندوفيسكي، بولندا قادرة على بلوغ الدور النهائي، خصوصًا أن منافسيها ليسوا من الكبار حالها كحال البرتغال.