كان تشريف الاستاذ لطفي الخولي وزميله عطية البنداري في سبتمبر «أيلول» عام 1970 متزامناً مع مجزرة ايلول الاسود التي اقترفها حسين ملك الاردن ضد المقاومة الفلسطينية بالتواطؤ مع جميع الزعماء العرب - تماما كما حدث في مجزرة قطاع غزة - التي اقترفها مجرم الحرب نتنياهو بالتواطؤ ايضا مع جميع الزعماء العرب وفي مقدمتهم اللص الفاسد حسني مبارك وتابعه عمر سليمان وكان الاومباشي عبد الهادي مهرب لي راديو ترانزستور كنت باسمع عليه جميع اذاعات العالم في حصة تعذيب كل ليلة اتجرعها واول الباب ما يفتح عليّ كل يوم الصبح أفرغ الذي تجرعته طوال الليل في صراخ هيستيري يتضمن لعن سنسفيل كل الحكام العرب وأخص بالذكر الرئيس جمال عبد الناصر لأنه الوحيد اللي كنت مصدقه فيهم، وكانت المسألة بتعدي كل يوم قبل ما يجينا لطفي الخولي وفرقة أمن الدولة اللي جيه في ديله وكان الاستاذ محمد قطب اخو الشهيد سيد قطب يفضل يهدي في خاطري ويقول لي اهدا بالله واستغفر ربك وتأكد ان انتقامه في الطريق لكن بقي بعد ماشرفنا الاستاذ لطفي وزميله كانت كتيبة امن الدولة بتتمركز أمام باب زنزانتي وأول يوم لما قلت: - يا عبد الناصر يا خاين دم الشهدا في رقبتك فوجئت بالاستاذ لطفي الخولي واقف علي باب زنزانته ويقول: - لا يا نجم عبد الناصر مش خاين عبد الناصر زعيم وطني. فاستفزني هذا الكلام وخلاني زودت العيار اكتر وفضلت الحكاية دي تحصل كل يوم لحد مؤتمر القمة العربية اللي حصل في القاهرة بدعوي من مصر ممثلة في رئيسها جمال عبد الناصر أنا بصراحة ماكنتش واخد خوانة لحد يوم وفاة جمال عبد الناصر اللي كان بالنسبة لي في المعتقل كأنه فيلم ابيض واسود لأن يوم 28 سبتمبر ايلول 1970 كان عندي زيارة وكان اللي بيزورني جلال جوز كريمة اخت نعمة خطيبتي واثناء الزيارة بعد السلامات والتحيات واطيب التمنيات قال لي: - نايف حواتمة بعت لنا حد طرفه وقال لنا إن نايف حواتمة التقي الرئيس جمال عبد الناصر أمس ضمن وفد عربي ذكر منه الزعيم الصوفي عبد الفتاح اسماعيل وانهم حين فتحوا معه موضوع نجم والشيخ امام ثار في وجوههم وقال: - نجم ده مش حيخرج من المعتقل طول ما انا عايش دا شتمني شخصياً! وقال لي جلال ان نايف حواتمة بيقول ما تخليش نجم يبلغ الكلام ده للشيخ امام واحنا حنحاول تاني وتالت وألف أنا بصراحة الحكاية دي وجعتني قوي مش عارف ليه وبعدما رجعت من الزيارة واثناء ما كنا بنتمشي قلت للشيخ امام: - تراهنني يا إمام ان عبد الناصر حيموت السنة دي فتوقف امام وقال لي بلهجة توكيد: - عبد الناصر حيفضل في الحكم لسنة 1981. حدث ما حدث ومات عبد الناصر ليلتها واثناء جلوسنا في زنزانة عطية البنداري سألت: - هو عبد الناصر عنده كام سنة؟ قال لي عطية: - اتنين وخمسين سنة. قلت: - ياااه دامات صغير وفوجئنا جميعا بالاستاذ لطفي الخولي يصرخ قائلاً: - يا أخي دي غمة وانزاحت!