يُمثل ميثاق المدينة الذى وقعه النبى مع مجتمع المدينة من المسيحيين واليهود والمشركين أحد أجمل نماذج التسامح والعدالة فى الأخلاق الإسلامية، هذا الميثاق فى يومنا هذا هو موضوع الكثير من الكتابات والمقالات، وتجرى عليه دراسات وبحوث واسعة. جاء ميثاق المدينة عام 622م استجابة لرغبات الناس من ذوى الاعتقادات المختلفة بقيادة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث غدت معاهدة حقوقية دخلت حيز التنفيذ، ونتيجة لهذا الميثاق أخذت المجتمعات التى كانت معادية لبعضها البعض من مختلف الأعراق والأديان والتى كانت تكن مشاعر العداء ولمدة 120 عاماً مكانها فيه. أظهر محمد صلى الله عليه وسلم من خلال هذا الميثاق أنه يمكن التعايش معاً فى كل فرصة تظهر فيه الخلافات والهجمات والمشاعر العدائية وعدم التفاهم. وحسب ميثاق المدينة: كل الناس أحرار ودون أى ضغط فى اختيار الدين أو الاعتقاد أو التوجه السياسى أو الفلسفى، كما يمكنهم تشكيل تجمعات مع الناس الذين يتقاسمونه أفكارهم وأحرار فى تطبيق حقوقهم، الا أنه من ارتكب جريمة لن يحمى من طرف أحد أبداً. الأطراف المتعاقدة ستتعاضد فيما بينها وهم فى حماية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وترد الخلافات بين الأطراف المتنازعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، جرى تطبيق هذا الميثاق الذى أعده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على شكل مراحل من عام 622 إلى عام 632 ميلادية. وبموجب هذا الميثاق تجاوز من كان لهم وشائج دموية من أقارب أو من لهم أسلوب قبلى متجاوزين كل ذلك إلى الاتحاد مع الناس من جغرافيات وثقافات وقوميات مختلفة تماماً عن بعضها البعض. حقق ميثاق المدينة حرية الدين والإيمان على مستوى واسع، والمادة التى أفصحت عن الحرية هى بالشكل التالى: يهود بنى عوف مع المؤمنين من نفس الأمة، دين اليهود لليهود ودين المسلمين للمسلمين بهذا الميثاق اعترف بحق عضوية المسيحيين واليهود والصابئين والمجوس أيضاً.