عقدت وزارة الشباب والرياضة لقاءً مفتوحًا جمع سامح شكري وزير الخارجية، مع 500 شاب وفتاة من مختلف المحافظات، عصر اليوم الثلاثاء، بقاعة الندوات بمركز شباب الجزيرة بحضور المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، وذلك ضمن فعاليات منتدى الحوار الوطني للشباب. وتحدث وزير الخارجية عن دور الدبلوماسية المصرية، وسياسة مصر مع الدول الخارجية، ودور مصر فى مواجهة ظاهرة الإرهاب، وناقش العديد من الملفات التى طرحها الشباب المشاركون فى اللقاء من أعضاء برلمانى الشباب والطلائع، وأعضاء النموذج المحلي من مختلف المحافظات، وبعض من القيادات الشبابية، وعدد من ذوى الاحتياجات الخاصة. وأوضح وزير الخارجية أن شباب مصر هم المستقبل والأمل، وأن الإرادة الشعبية كانت المحرك الأساسي لحركة الوطن والشعب فى أحداث ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو، مبينًا أن مصر تضع على الشباب آمالاً كبيرة وهو ما يمثل عبئاً ومسئولية في ذات الوقت. وأضاف أن مسئولية وزارة الخارجية متعلقة بعلاقات مصر بمحيطها الدولى الإقليمي والعالمى، والعمل على المساهمة فى جهود الدولة فى رعاية مصلحة المواطن المصري فى المقام الأول. وأوضح "شكرى" أن هناك تحديات عديدة تتعلق بالسياسة الخارجية المصرية، فسياسة الدولة تنصب على مصلحة المواطن من حيث تنمية علاقات مصر بشركائها الدوليين؛ لتحقيق نهضة اقتصادية وجذب الاستثمارات والعمل المشترك، لتنطلق الدولة اقتصاديا وتواجه المطالب العديدة وتحقق آمال وتوقعات المواطنين. وأكد وزير الخارجية أن من المهم عودة علاقات مصر العربية بنفس قدر القوى والإدراك بأن مصيرنا مشترك، وأن الأمن العربي مهم، ومصر ستظل مكونًا رئيسيًا وحيويًا فى الحفاظ على منظومة الأمن القومى العربي. وتطرق وزير الخارجية إلى عودة مصر إلى المحيط الإفريقي، مبينًا أن علاقات مصر بالدول الإفريقية كانت قد ضعفت بعض الشيء خلال الأعوام الماضية، وكان من الضروري أن نواصل سعينا لاستعادة العلاقات القائمة على تحقيق المصالح المشتركة، مشيرًا إلى أن القارة الإفريقية قارة واعدة والكل يعترف بأنها قارة المستقبل بها وتتمتع بالموارد والقدرات البشرية ولا ينقصها إلى الاستقرار. وعن ظاهرة الإرهاب، أوضح "شكرى" أن الفترة الأخيرة شهدت العديد من التطورات فيما يخص ظاهرة الإرهاب وتشعبها وانتشارها فى مختلف دول العالم، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت له رؤية فى مواجهة تلك الظاهرة قبل سنوات، وحتى قبل توليه منصب رئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أن التعامل الأمنى فقط مع هذه الظاهرة لن يؤدى إلى دحرها ولكن لابد من النظر إليها بشكل شامل، وينبغي تضافر الجهود الدولية لمواجهة تلك الظاهرة، إضافة إلى مواجهة الفكر المتطرف من خلال نشر مبادئ الدين السمح. وفى هذا السياق، قال وزير الخارجية: "مصر تتحدى ظاهر الإرهاب داخليًا فى سيناء، وتعد مصر فى طليعة المدافعين عن نطاقها العربي والإفريقي، ومصر تقدم التضحيات من رجال قواتها المسلحة ورجال الشرطة البواسل والمواطنين الذين يتأثرون بالعمليات الإرهابية الغاشمة"، مؤكدًا أن مصر تدرك أهمية الحفاظ على أمنها القومى والأمن القومى العربي ومقاومة ظاهرة الإرهاب. ورداً على تساؤل حول رفض مجلس النواب لاتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، أوضح "سامح شكرى" أن مجلس النواب له كل الصلاحية وعليه التزام دستوري بأن يراجع أعمال السلطة التنفيذية ويقر الاتفاقيات الدولية وإذا لم يوافق على الاتفاقية فستظل الأوضاع كما هى عليه بالوضع السابق، موضحًا أن كل الدول تسعى إلى ترسيم حدودها البرية والبحرية حتى تضمن استقرار حدودها وسيادتها عليها واستغلال كل ما هو واقع ضمن أراضيها. وطرح "محمود عبد السلام " أحد الشباب المشاركين سؤالاً حول توتر العلاقات المصرية الأمريكية، وأوضح وزير الخارجية أن العلاقة المصرية الأمريكية علاقة إستراتيجية وهى على تواصل مستمر على مدار عقود من الزمن، وأن مصر قد حصلت من خلال تلك العلاقة على الكثير من الكسب والمنفعة، وهناك أوقات تختلف فيها الرؤى ولكنها لا تفسد العلاقة. فيما تساءلت "بسنت يحيي"، من الجيزة، عن العلاقة بين مصر والدول الأوروبية، والعلاقة بين مصر وروسيا، وأشار وزير الخارجية إلى أن مصر تنظر إلى الدول الأوروبية نظرة شراكة اقتصادية فهى دول تتمتع بمصادر اقتصادية قوية، وفوائد استثمارية مما يجعلنا أن نزكى علاقاتنا الاقتصادية مع هذه الدول وكذا العلاقات السياسية، كما أكد على عمق العلاقات القائمة بين مصر وروسيا فى مختلف المجالات، وأن حادث الطائرة الروسية قد أثر على قطاع السياحة بشكل كبير.