أعاد الهجوم الذي تعرض له حي السيدة زينب في الريف الجنوبي للعاصمة السورية دمشق الاثنين، التساؤلات حول ماهية الأوضاع الأمنية في أرجاء سوريا، لاسيما تلك الأوضاع البعيدة عن اهتمام التحليلات الإعلامية والتي انصبت في الفترة الأخيرة على معارك الشمال السوري. وسقط 20 قتيلًا على الأقل وعشرات الجرحى في هجومين متزامنين استهدفا "السيدة زينب"، حسب مصادر حكومية وناشطين. وتعد معارك حلب ومنبج والرقة الأسخن على الخريطة السورية، لكن أصوات الرصاص ما زالت مستمرة في مناطق أخرى على الرغم مساعي إرساء الهدنة المعلنة، والتأكيدات الروسية - الأميركية على ضرورة الالتزام بها. ففي حمص وسط سوريا، هناك اشتباكات مستمرة منذ أيام بين قوات الجيش السوري والمسلحين الموالين له من جهة وداعش من جهة أخرى، وتشتد تلك المعارك في محيط حقل آراك النفطي التابع لريف حمص الشرقي. وفي الريف الشمالي لحمص يواصل الطيران السوري قصف المناطق المحيطة بمنطقة الحولة والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة. ويبقى ريف حمص الشمالي بالمجمل من المناطق الساخنة، حيث تنشط ما تعرف باسم غرفة عمليات ريف حمص الشمالي، التي تضم مسلحي فصائل المعارضة بالاشتراك مع جبهة النصرة. وفي حماه، تشتد المواجهات بين الطرفين بعد أن أعلن الجيش السوري قبل أسابيع عن بدء هجومه في المحافظة. ولا تتوقف المعارك في إدلب الخاضعة لجيش الفتح الذي يضم في صفوفه مقاتلين من عدة فصائل إسلامية، إضافة إلى تنظيمات أخرى منضوية تحت لواء الجيش الحر تواجه قصف من الجيش السوري وسط خطة من النظام لاستعادة جسر الشغور على الطريق بين اللاذقية وإدلب. إلى الجنوب، في العاصمة دمشق وضواحيها من ريف دمشق إلى الغوطة الشرقية والغربية تختلط الأوراق بين الأطراف كافة. حيث يحتفظ الجيش السوري لنفسه بالسيطرة على معظم العاصمة، وتتقاسم الفصائل المسلحة السيطرة على بلدات وقرى المنطقة مع وجود لداعش. وفي غضون هذا الوافع الدموي الذي يلطخ الخريطة السورية، رشحت أنباء عن اتفاق تم التوصل إليه يقضي بانسحاب أحرار الشام من بلدة الزبداني في ريف دمشق، على أن يتم تسليمها إلى مسلحي حزب الله. وهي صفقة تشير بعض المصادر إلى احتمالات تمريرها خلال 10 أيام.