ربما لا يكون في بيتها افطار هذا اليوم لكن «صباح» قررت منذ سنوات طويلة ان تتحمل مسئولية يعجز عن حملها الرجال حتي لو تطلب الأمر ان تجوب شوارع «منشية البكري» علي عربة«كارو» تبيع أنابيب البوتاجاز لتنقذ أسرة قد يحرمها عدم وجود الأنبوبة من الافطار بعد يوم شاق من الصيام. صباح تؤمن ان «لقمة العيش مافيهاش راجل وست» وان بيع الانابيب مش عيب، بل انها تتساءل في استنكار: الناس مستغربة ليه ان ست تبيع انابيب؟ قلت لها: يمكن علشان شغلانة مرهقة وشيل الانابيب محتاج صحة وعضلات؟ ردت بكل ثقة قائلة: ولا عضلات ولاحاجة ربك بيقوي والله اطلع بالانبوبة للدور الرابع والخامس ومعايا الجلدة والمفتاح والكبريت ولا بيهمني. بائعة الانابيب تستيقظ مبكرا تذهب الي المستودع لتغيير الانابيب وترفض ان تفصح عن سعر البيع ولا الشراء «لان ده رزق ومااحبش حد يتكلم فيه، لكن كل ما كان الدور عالي الزبون المفروض يقدر تعبي ويزود شوية. سألت صباح: هتفطري ايه النهاردة؟فقالت: عندي بنتي الكبيرة في الاعدادية وتلاتة اخواتها الصغيرين وهي اللي بتفكر في الفطار وتنزل تشتري من السوق.وتقوللي ماتشيليش هم يا امي كفاية عليك التعب طول النهار...والنهاردة يمكن تعمل شوية فول بالقوطة وتسلق كام بيضة وشوية مخلل ونبوس ايدينا وش وضهر وبنفطر علي شوية عرقسوس مثلجين واهم حاجة المية الساقعة.دي روحنا ويمكن نشرب وماناكلش. اهل المنطقة يعلمون جيدا ان الست صباح جدعة ومتحملة مسئولية البيت بعد مرض زوجها فلم تجد غير العربة الكارو والانابيب مصدر رزق لإعالة اسرتها.وهي ايضا تعلم قدر اهميتها في كل بيت وخاصة وقت حدوث ازمة في الانابيب .تتحمل الوقوف بالساعات لتحصل علي احتياجات زبائنها.والحمد لله لم تعد هناك ازمات والسعر ثابت من فترة .اهم ما يشغل بال صباح الآن هو ما يتردد عن ادخال الغاز الي المنطقة في اطار تعميم الغاز الطبيعي في كل المناطق .وتتساءل لو دخل الغاز بيوت المنشية هناكل منين؟ ثم تعود وتقول: ربنا مبينساش حد ممكن ابقي اجيب شوية خضار اسرح بيهم المهم العربية والحمار بخير والصحة تمام والحمد لله.