طالب خبراء ودبوماسيون بأهمية استعادة مصر لدورها الغائب في الدول الأفريقية عامة، ودول حوض النيل خاصة بما يعزز مصالحها الوطنية والحفاظ على نصيبها التاريخي في مياه نهر النيل، مؤكدين ضرورة توافر وعي وإرادة سياسية مؤسسة على أطر نظرية بأهمية أفريقيا كعمق استراتيجي مصري في إطار الاتجاهات المصرية السياسية. وأشار الخبراء في ندوة العلاقات المصرية الأفريقية التي أقامها المركز الدولي للدراسات المستقبلية،اليوم ، إلي أهمية استغلال مصر الظروف الراهنة من أجل تنمية العلاقات الثنائية المتعددة مع دول القارة الأفريقية خاصة بعد تعاظم دور الدبلوماسية الشعبية وتحركات المسئولين في مصر باتجاه زيادة الترابط والتعاون وحاجة الدول الأفريقية إلى المعاونة والتأييد المصري في كافة المجالات. وأكدوا ضرورة تبنى استراتيجية إزاء القارة الأفريقية، تقوم على بناء تكامل إقليمي في حوض النيل والبحر الأحمر والقرن الأفريقي، يبدأ بقطاع البنية الأساسية، من حيث الربط الكهربائي والمائي، ثم ربط طرق ووسائل النقل والبنية الأساسية، ثم بناء رؤية شاملة للزراعة والصناعة، على أساس الاعتماد المتبادل. ودعا عدد من السفراء ، الحكومة المصرية، إلى تخصيص وزير دولة مصري للشئون الأفريقية لقيادة العمل التتنفيذي وإحكام عملية التنسيق على مستوى المصالح والهيئات تجاه القارة الأفريقية وتشكيل مجلس أعلى للشئون الأفريقية، مؤكدين أهمية إنشاء مركز معلومات واستشارات أفريقية تصب فيه كافة المعلومات وطالبوا بتنسيق مسبق بين الدبلوماسية الرسمية والشعبية، في اطار تنامي دور الدبلوماسية الشعبية، والعمل على ربط الاهتمامات الحزبية بمشكلات القارة الأفريقية وتعزيز الزيارات المتبادلة والتبادل الثقافي والعلمي الطلابي بشكل يعطي أرضية شعبية للسياسة المصرية في القارة. وقال الخبراء: "إن ليبيا بعد القذافي، ستتيح لمصر فرصة التنسيق المصري الليبي والذي يخلق التحرك في أفريقيا بصورة أكثر مصداقية وخاصة في منطقة السودان حوض النيل وتجمع دول الساحل والصحراء كما أن هناك فرصة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية في مصر لتنمية التبادل التجاري والشراكة مع قوى إقليمية ودولية في المرحلة المقبلة. كما طالبت الندوة بإعادة النظر في سياسات إرسال المبعوثين والمعلمين والدعاة المصريين إلى الدول الأفريقية واقترحوا إنشاء جامعة مصرية – سودانية مشتركة ذات تخصصات هامة وجديدة (الطب البيطري- الزراعة- العلوم) كما طالبوا بتحسين مضمون الرسالة الثقافية والإعلامية والعمل على تنقيتها من أية شوائب قد تحمل إيحاءات عنصرية. ودعت توصيات الندوة إلى أن تكون العلاقات المصرية الأفريقية متبادلة وليست من طرف واحد دون الآخر، كما ينبغي على الدول الأفريقية التقدم بطرح مبادرات ومقترحات جديدة لتطوير العلاقات المصرية الأفريقية. حضر الندوة كل من السفير أحمد حجاج أمين عام مساعد منظمة الوحدة الأفريقية السابق ورئيس الجمعية الأفريقية ود. عادل سليمان المدير التنفيذي للمركزود. أماني الطويل مدير وحدة الدراسات الأفريقية بمركز الأهرام و.د. نجاتي إبراهيم الخبير الإستراتيجي والعسكري ود. محمود أبو العينين عميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية – جامعة القاهرة ود. هاني رسلان رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بالأهرام ود . أيمن شبانة أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة ود. إبراهيم نصر الدين الأستاذ بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة والسفير رفيق خليل مستشار وزير الري والموارد المائية ود. صبحي قنصوة أستاذ العلوم السياسية المساعد بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة وسفراء بوركينافاسو وزامبيا و نيجيريا ومستشار ثانى بسفارة بوركينافاسو ووزير مفوض بسفارة جمهورية موزنبيقومستشار أول بسفارة كوت ديفوارو ممثل للسفارة الصوماليةومستشار بسفارة الليبية.