ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية اليوم السبت ان احدث نظرية مؤامرة اطلقت حول سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي هي ان الاطاحة بحكمه لم يكن لانه كان دكتاتورا وحشيا وقمعيا، بل لانه كان يخطط لعملة افريقية موحدة تهدد هيمنة الدولار الامريكي على التجارة الافريقية. واشارت الصحيفة في تقرير لها تحت عنوان " الحقائق والاكاذيب، نظريات المؤامرة تتطاير بفضل التكنولوجيا الحديثة" الى ان القذافي نفسه متآمر محترف ومتمرس، فعندما اندلعت الانتفاضة ضد نظامه، اتهم اسامة بن لادن بالوقوف وراء ما يحدث". واشارت الى ان أحدث نظريات المؤامرة تقول ان صور مقتل القذافي كلها صور مزيفة وغير حقيقية. ولفتت الى ان ثقافة نظرية المؤامرة موجودة دائما، وتنتشر مثل انتشار الفيروسات المعدية وانها اصبحت اسرع واوسع انتشارا مع التكنولوجيا الحديثة وانتشار الانتينت ووسائل الاتصالات ومواقع تويتر وفيس بوك ويوتيوب وخاصة مع انتشار الهواتف المحمولة ذات الكاميرات. واوضحت حول تاريخ نظريات المؤامرة وانتشارها بين الناس بسرعة ان موت الاميرة دايانا ومايكل جاكسون، ثم القذافي، كانت هناك شكوك وظنون وارتيابات تحوم حول كل حدث منها وان ما زاد من تأثيرها واتساعها الانترنت، الذي باتت الحاضن الاكبر لكل انواع نظريات المؤامرة في اي مكان في العالم، لكل حدث، صغر او كبر. ولفتت الى ان عدد الأشخاص الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة مذهل. فوفقا لمختلف الاستطلاعات الاخيرة ، يعتقد ثلث البريطانيين أن قتل الاميرة ديانا كان مدبر فيما يعتقد ربعهم ان صور الهبوط على سطح القمر التي نشرتها مجلة الهندسة والتكنولوجيا مزور فيما يري 84 في المائة من الامريكيين ان أحداث 11 سبتمبر كانت عملية امريكية داخلية ولم يقوم بها أحد من الخارج . واعتبرت الصحيفة ان انتشار ظاهرة نظرية المؤامرة تعتبر ظاهرة ثقافية يمكن أن يعزى إلى العصر الذي نعيش فيه والمعتقدات الدينية والتطرف والاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية . ونقلت الصحيفة عن د. كارين دوجلاس ، أستاذ مساعد في كلية علم النفس ، جامعة كينت ، هو واحد من الأكاديميين البارزين في هذا المجال. في مؤتمر عقد مؤخرا في لندن قولها:" ليس هناك قدر كبير من البيانات حول لماذا يؤمن الناس بنظريات المؤامرة لكن هناك مجموعة أساسية من المتغيرات النفسية التي قد تؤدي الى التمسك بهذه النظرية وتشمل المستويات المنخفضة للثقة -، والشعور بأن الأمور تزداد سوءا ، والاغتراب والشعور بالعجز". ولفتت الى ان انعدام الثقة في الحكومة هو العامل الرئيسي وراء العديد من النظريات.وتابعت:" اكتشفت إحدى الدراسات التي قامت بها د. دوغلاس وزملاؤها في جامعة كينت أن نظريات المؤامرة تؤثر على العملية الديمقراطية حيث ان الافراد عندما يقتعنون بان الحكومة تقوم بعمليات مؤامرة ضد الشعب يكونون اكثر ترددا في المشاركة في العمليات السياسية.