أيام قليلة وتبدأ معها ليالى الاحتفال بحلول شهر رمضان المبارك، وهى الفترة التى خص لها المصريين طقوس يعيشون فى رحابها لحظات بهجة وسعادة، ويأتى على رأس هذة الطقوس المعتادة تزين الشوارع بالزينة ولمبات الإضاءة وشراء الفوانيس. يعد فانوس رمضان أحد المظاهر الشّعبيّة فى مصر، وواحد من الفنون الفلكلورية ، فهو قطعة جميلة من الدّيكور العربي اصطحبتها كثير من البيوت المصريّة. وكلمة فانوس هي إغريقية تشير إلى إحدى وسائل الإضاءة، ويقول الفيروز أبادي مؤلف القاموس المحيط، أن المعني الأصلي للفانوس هو "النمام" ويرجع صاحب القاموس تسميته بهذا الاسم إلي أنه يظهر حامله وسط الظلام. وتحكى أربع روايات عن أصل الفانوس، أولها أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيؤوا له الطريق، وكان كل طفل يحمل فانوسه ويقوم الأطفال معاً بغناء بعض الأغاني الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان. أما الرواية الثانية جاءت أن أحد الخلفاء الفاطميين، أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها. بينما كانت الرواية الثالثة، أنه خلال العصر الفاطمي لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا. وجاءت الرواية الرابعة، يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادما من الغرب ، وكان ذلك في يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية، وخرج المصريون في موكب كبير جدًا اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذي وصل ليلا، وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه. من جيل إلى جيل ظلت صناعة الفوانيس مهنة تتوارثها الأجيال، وتعتبر منطقة تحت الربع القريبة من حي الأزهر والغورية وبركة الفيل بالسيدة زينب من أهم المناطق التي تخصصت في صناعة الفوانيس. وقد تطورت صناعة الفانوس عبر الأزمان حتى ظهر الفانوس الكهربائى الذي يعتمد في إضائته على البطارية واللمبة بدلا الأشكال التقليدية القديمة المعتمدة على الشمعة. ومثلما تطورت أدوات صناعة الفانوس حاول القائمين على هذة المهنة احداث تطوير فى التصميمات والأشكال ففى فترة الثلاثينات كان الفانوس الأشهر وقتها المعروف "بالبرلمان "والذي سمى بذلك نسبة إلى فانوس مشابه كان معلقًا في قاعة البرلمان المصري، وخلال فترة حكم الملك فاروق لمصر صنع فانوس "فاروق" والذي كان قد صمم خصيصاً لاحتفال القصر الملكي بيوم ميلاده، وتم شراء ما يزيد على 500 فانوس من هذا النوع يومها لتزيين القصر الملكي.