الزوجة المتهمة: أنا بريئة من اتهامات زوجى.. وعمدة «الكرم»: السيدة القبطية لم تتعر بل «مزقت» ملابسها أثناء المشاجرة مفاجأة: قائمة الاتهامات تشمل متوفيًا منذ 10 سنوات وآخر طريح الفراش يسود الهدوء الحذر قرية الكرم بأبوقرقاص بالمنيا، بعدما هدأت نيران الفتنة الطائفية، التى وصلت لأعلى ذروتها منذ يومين، وكادت أن تقضى على الأخضر واليابس، لولا فطنة القيادة السياسية وتدخلها المباشر، وتطويق الأجهزة الأمنية لمكان الحادث، وإلقاء القبض على غالبية المتهمين بإثارة الفتنة الطائفية، والتعدى على الممتلكات الخاصة للأقباط. المتابع للأحداث من داخل وخارج القرية تولدت لديه قناعات كبيرة، بأن هناك تجاوزات حدثت من قلة مسلمة، لا تعبر عن جموع مسلمى القرية، وأن الطرف القبطى بالغ فى الأمور، وعمل على إحداث حالة من التهويل، وصول بيت العائلة المصرية ونواب المجلس والقيادات الأمنية والتنفيذية، جاء تنفيذا لتعليمات القيادة السياسية، بحصر كافة الممتلكات المخربة، وإعادة إعمارها وتعويض أصحابها على نفقة الدولة. فالزوجة المتهمة بإقامة علاقة عاطفية صرحت بأنها طلبت الطلاق قبل واقعة الاتهام بعدة أيام، وأن زوجها ساومها على تنازلها عن حقوقها الزوجية من نفقة وقائمة منقولات، وحينما رفضت، ظهرت الإشاعة المغرضة فى شرفها مع قبطى، ب(حسب تصريحها)، هذا بخلاف أن قائمة اتهام الأقباط لمسلمين بأعمال تخريب، قد شملت شخصا متوفيا منذ عام 2005، وآخر مصابا بعدة كسور وطريح الفراش ولا يقوى على الحركة، وتأكيدات بأن السيدة القبطية لم تتعر بل مزقت ملابسها أثناء المشاجرة، طبقا لما جاء على لسان عمدة القرية. لم يتبق لإنهاء الأمر سوى جلوس الجميع على طاولة المصالحات العرفية، مع إقرار محاسبة المتسببين فى الفتنة الطائفية طبقا للقانون من الطرفين. ومن داخل قرية الكرم، صرحت السيدة المسلمة المتهمة بإقامة علاقة عاطفية مع قبطى، وتدعى نجوى رجب فؤاد ربة منزل، وهى أم ل 3 أولاد هم: نورا، وعمر، ونورهان، وجميعهم فى سن الزهور، مش هسيب حقى ولازم ارد شرفى أمام الناس كلها، بعد ما طعن فيه زوجى، وتقدمت ببلاغ إلى قسم الشرطة، وطلبت منهم انهم يعرضونى على أى لجنة طبية علشان اثبت براءتى، وأى شىء يثبت براءتى أنا هعمله، وأن كل الكلام اللى طلعوه عليا ليس له أى أساس من الصحة. وأضافت «نجوى» أن اتهامى جاء بعد ما طلبت الطلاق قبل الواقعة بأيام من زوجى، بسبب سبهم المستمر لى، وإهانتهم الدائمة لى ولأسرتى، لكنهم رفضوا بشرط التنازل عن نفقة المتعة وقائمة المنقولات، وحينما رفضت لكونه حقى الذى شرعه الله والقانون، وحق أولادى، فوجئت بعدها بإشاعة قيامى بارتباطى بعلاقة عاطفية مع قبطى، مؤكدة أنها لا تريد مالا أو أى شىء، إلا رد شرفها أمام أهالى القرية، وأنا مستعدة ان اخضع لأى تحاليل طبية لإثبات براءتي. وقالت والدة الزوجة، صباح يونس أحمد، إن ابنتى كانت تقف فى محل بقالة خاص بزوجها لأنه محل «تموينى» وان أشرف اللى اتهموا ابنتى فيه كان شريكهم فى محل أجهزة كهربائية. وتابعت: ابنتى متزوجة منذ 12 عامًا، وسافرت مع زوجها إلى الأردن، ثم عادوا إلى القرية من جديد، وفى المشكلة دى سمعنا كلام عن بنتى كتير منهم وضرب وإهانة لدرجة انهم سرقوها فلوس، واتهموها انها كانت تضع المخدر لزوجها علشان تلتقى بعشيقها، انا مش هيهدالى بال حتى لو بعت كل ما املك، الا بعد اثبات شرف بنتى، حتى لو بعت كل ما املك. فى مفاجأة من العيار الثقيل، صرح عمر راغب، عمدة قرية «الكرم» بأبوقرقاص المنيا، فى تصريحات صحفية، بأن «سعاد ثابت « لم تتعر وإنما مزقت ملابسها أثناء المشاجرة، وما هى الا لحظات وقام كل من «الحاج مجاهد صلاح وزوجته ومجدى زناتى وزوجته» بإلقاء عباءة عليها وستر جسدها وادخالها إلى منزلهما لأنه لا توجد مسافة بين منزل السيدة سعاد والرجلين المسلمين اللذين ستراها، ومساحة الشارع لا تتجاوز 5 أمتار، مشيرًا إلى أن كل ما تردد وقيل منذ الواقعة إلى الآن عارٍ من الصحة. واكد عمر والكلام ب«حسب تصريحاته»، أن تمزيق ملابس السيدة سعاد لم يستغرق لحظات واستترت، ومع ذلك ان من ستروها ثم اتهامهم فى الواقعة، وانه ليس من المعقول ان يقوم الرجلين بفعل الخير، ثم يتم اتهامهما فى الواقعة، وأن المفاجأة الأكبر اتهام شخص متوفى من 2005، ويدعى رفعت محمود، مؤكدًا ان شهادة الوفاة مع رئيس مباحث مركز أبوقرقاص، وأيضًا أحد المتهمين كان فى ذلك الوقت يجرى عملية جراحية، و ان كل ما يقال عن رجال الكرم لا يمكن ان يحدث فى قرية الكرم. وأشار إلى أن المشكلة وقعت يوم الجمعة قبل الماضى، وكنا فى طريقنا إلى الحل، وتم تحديد جلسة بين الطرفين، وكان من المفترض ان تكون يوم الاثنين الماضى، إلا أن الطرف المسيحى لم يحضر الجلسة، ولم يعتذر، مؤكدًا انه لم يحضر أى طرف مسيحى للقاء بيت العائلة حتى النواب الأقباط، وطالب عمدة الكرم النواب الأقباط بالتهدئة حتى أن الطرف القبطى ممتنع عن الصلح، ولم يحضر لقاء «بيت العيلة»، وان المشاجرة التى وقعت كانت رد فعل نتيجة ما تم ارتكابه. وفى سياق التهدئة، عقد اللواء طارق نصر محافظ المنيا، لقاءً مفتوحًا مع ممثلى بيت العائلة المصرية وممثلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وممثلى البابا تواضرس، بحضور اللواء رضا طبلية مدير الأمن، وعدد من نواب البرلمان بديوان عام محافظة المنيا، عقب الزيارة التى قام بها المحافظ ومدير الأمن أمس الأول لقرية الكرم بمركز أبوقرقاص، وقاموا بأداء صلاة الجمعة، من مسجد القرية كما تابعا آخر المستجدات واطمأنا على الموقف العام. كما حضر اللقاء السيد دميان زوج السيدة «سعاد»، والذى أعرب عن خالص شكره لجميع القيادات لما قاموا به من جهود خلال الأيام الماضية لاحتواء الموقف، وأعرب النائب سيد أبوبريدعة عن شكره لممثلى الكنيسة والأزهر، وجميع القيادات على العمل على احتواء الأزمة، وقال إن مصر نسيج واحد بفضل وحدة مواطنيها. وأكد شادى أبوالعلا نائب دائرة بندر المنيا، أن تلك الأحداث دخيلة علينا، ولا يمكن المساس بأى مصرية بغض النظر عن معتقدها الدينى، وقال النائب على الكيال: إن من أخطأ سيتم حسابه بالقانون من الطرفين، لافتا إلى أن المسلمين والمسيحيين دائما إيد واحدة. وأكد المحافظ، أننا نعيش فى دولة مؤسسات والكلمة العليا ستكون للقانون، ومن يخطئ سوف يتم عقابه من الطرفين، ولابد من تفويت الفرصة على من يريدون التربص لهذا البلد والإيقاع به، وأشاد القس بطرس بطرس عضو بيت العائلة المصرية، ووكيل مطرانية دمياط وكفر الشيخ، بتدخل قيادات المحافظة ومديرية الأمن لاحتواء الأزمة، وقال إن هذا لقاء محبة بين جميع الأطراف. وفى سياق متصل تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا، من القاء القبض على 4 من المتهمين فى أحداث الفتنة الطائفية، بقرية الكرم ليصل عدد المقبوض عليهم إلى 14متهما من أصل 16 متهما، صدرت لهم أوامر ضبط وإحضار فيما لا يزال متهم واحد هاربا والآخر متوفيا. يذكر أن الأحداث اشتعلت منذ أسبوع على خلفية سريان شائعة عن وجود علاقة بين سيدة مطلقة مسلمة، وبين شاب مسيحى، وهو ما أدى إلى حرق عدة منازل وضرب والدة الشاب ضربًا مبرحًا فيما أشارت مصادر كنسية ومحاضر الاتهام، إلى أن هذه السيدة المسنة تمت تعريتها وسحلها وهو ما نفته الجهات الأمنية.