استمرارًا لحالة التخبط التي تعيشها جماعة الإخوان في الفترة الأخيرة، تأتي تصريحات القيادي الإخواني، عز الدين دويدار، حول إن الجماعة ستصبح خلال الأيام قليلة جماعتين وكلاهما سيحمل اسم الإخوان. وقال دويدار: حسمت المسألة وقطار الانتخابات الشاملة انطلق، وأمامنا أسبوعين أو يزيد قليلاً، وسيكون هناك مجلس شورى عام منتخب ومكاتب إدارية منتخبة، وأيا كان عدد المكاتب التى ستشارك في هذا المسار أو تلك التى ستخرج خلف الدكتور عزت ومن معه". وأضاف عبر صفحته علي فيس بوك: بفضل إصرار وعناد الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان ومؤيديه فإن أسابيع قليلة ستصبح الجماعة رسمياً جماعتين، كلاهما يحمل اسم الإخوان، هذا ما فرضه المترددون والمتخوفون". وتشهد جماعة الإخوان تجدد لخلافاتها الداخلية، بسبب تجميد القيادة التاريخية للجماعة، بقيادة محمود عزت نائب مرشد الإخوان، لعضوية ثمانية من قيادات الإخوان الشبابية أبرزهم:" عمرو دراج، ويحيى حامد، وأحمد عبد الرحمن، وعلي بطيخ، ورضا فهمي، وأشرف عبد الغفار، وعبد الغفار صالحين،". وردًا علي تصريحات دويدار، أكد إبراهيم منير، نائب المرشد العام للإخوان، أن الجماعة ستظل عصية على الانشقاق في أحلك الظروف والأزمات، محذرا من اتباع الدعوات التي تطالب بالخروج علي الجماعة، واعتبار من يتبعها ناكث لبيعته من أجل انشقاق سيطويه التاريخ. ورأى هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن تصريحات عز الدين دويدار، دليل على أن الانقسام داخل جماعة الإخوان، بلغ ذروته بالفعل، بعد فشل مساعي الوصول لحلول توافقية وإتمام مصالحات بين الطرفين. وأضاف، أن الذى جعل الانقسام أكثر وضوحًا وأخطر من ذى قبل هو الانقسام الأخير في التنظيم الدولي، حيث انقسم التنظيم الدولي وتمت إقالة ثمانية من قادة الإخوان فى الخارج ، بالإضافة لانتقاد القرضاوي أحد الطرفين ووصفه بالديكتاتورية. وقال إن المشهد داخل جماعة الإخوان، سيعزز الإنقسام داخل الجماعة لأن طرفى الانقسام فى التنظيم الدولى كلاهما سيدعم الطرف الموالى له فى الأزمة وسيذهب به إلى مزيد من التعنت والتشدد. وقال سامح عيد، المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، إن فكرة الخروج علي الجماعة الأم للإخوان والاتجاه إلي تأسيس كيانات وجماعة جديدة، حصلت أكثر من مرة منذ تأسيس الإخوان، ومنها جماعة "شباب محمد" الذي تم تأسيسها بعض أن اختلف بعض الأعضاء مع حسن البنا. وتابع، هناك أيضًا مجموعة الوسط التي خرجت من الجماعة في تسعنيات القرن الماضي، بالإضافة إلي مجموعة عبد المنعم أبو الفتوح وهي ليست بالقليلة، التي خرجت بعد ثورة 25 يناير، بسبب اعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية. وأوضح عيد، أنه علي مر التاريخ فإن الجماعات التي تخرج عن الإخوان تندثر مع الوقت، ولم تستطع مواجهة ومنافسة الجماعة الأم على أرض الواقع، مشيرًا إلي أن الأمر نفسه سيتكرر لو تحقق فعليا حديث القيادي الإخواني عزالدين دويدار. وأكد علي أن فكرة إنشاء تنظيم سري جديد موازي لجماعة الإخوان صعبة للغاية، موضحًا أن موقف مجموعة محمود عوت الأن أقوي من مجموعة محمد كمال، لأن لديها قطاعات المحافظات تابعة لهم، كما أنهم نجحوا في السيطرة علي القواعد التحتية للجماعة وتجنيبهم الأزمة التي يشهدها الاخوان في القيادة . قال إسلام الكتاتني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن هناك ثورة داخلية في الإخوان، بسبب الانشقاقات والاختلافات الواسعة بين مجموعة محمود عزت ومحمد كمال في الفترة الأخيرة وفشلهم في التوصل لحل. وأوضح أن مجموعة محمد كمال الأن هي بالفعل جماعة داخل الجماعة، لكنها لن تنقسم بالمعني الحقيقي للانقسام، لأنه لا يمكن ل 92 فرع للجماعة أن يميلوا إليهم علي حساب الجماعة الأم. وأشار الكتاتني، إلي أن الأوضاع ستظل فيما بينهم متوترة حتي يتم غربلة الأوضاع، والمحاولة للتوصل إلي تسوية، وفي حالة الفشل مجددًا، فإن الجماعة ستتبرأ منهم. تصريحات القيادى الإخوانى عز الدين دويدار عن أن جماعة الإخوان ستصبح جماعي منفصلتين بسبب إصرار وعناد محمود عزت. اعتبر ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن تصريحات القيادي الإخواني عز الدين دويدار، تنم عن مراهقة تنظيمية وعدم إلمام بعناصر قوة محمود عزت التى تجعله يهيمن على تنظيم الجماعة ويستمر الرجل الأقوى فى الجماعة على مدى ثلاثة عقود توالى فيها على رئاسة الجماعة أكثر من 3 مرشدين. وتابع، أن عناصر قوة محمود عزت تتمركز فى سيطرته على التنظيم الحديدى القطبى، وعلى مصادر تمويل الجماعة، بالإضافة إلي سيطرته على التنظيم الدولى للجماعة، مشيرًا إلي أن كل هذه العوامل تجعل من الصعب زحزحته. وأكد الشهابي، علي أنه في حالة انقسام الجماعة إلي جماعتين،، فستبقى جماعة محمود عزت عى الجماعة الأم الراعية لكل التنظيمات المتطرفة فى العالم.