فوجئ الوسط الإعلامى الثلاثاء الماضى، بإعلان شبكتى «النهار» و«سى بى سى» عن دمج قنواتهما وتكوين شركة قابضة تجمع قنواتهما معاً، مما أثار العديد من التخوفات حول شكل صناعة الإعلام فى الفترة القادمة، وتأثير ذلك الدمج على السوق الإعلامى، وأسباب ظهور تلك التكتلات خلال هذه الفترة، وقبل حلول الشهر الكريم، لذلك قمنا بسؤال خبراء الإعلام حول تفسير هذا الدمج وأسبابه وتحليل نتائجه خلال تلك الفترة. قال المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد التليفزيون السابق: الدمج ليس قرارا فرديا بل يؤخذ من قبل شركات كبيرة، وهذا لا يحدث فى مصر فقط بل العالم أجمع به تلك الكيانات، وهذا يوفر للشركات الإنفاق ويساعد على الربح، ومصر سوق كبير لابد ان يكون العاملون به كبارا، لذلك وجود كيانات كبيرة واجب. وأضاف: يجب أن يغير كل شخص من نفسه، والقنوات التى سوف تدخل فى الكيانات الفترة القادمة، هذا حقها لأنها سوف تسعى للتطوير من نفسها، ومن لن يلحق بذلك التطور سوف يتآكل ولن يستطيع الاستثمار. وأشار إلى أن تليفزيون الدولة يجب أن تكون لدية القدرة على منافسة تلك الكيانات، لأن عدم وجوده خلال الفترة القادمة سوف يكون هناك ضلع ناقص فى المنظومة، لذلك يجب أن يطور من نفسه ليلحق بذلك القطار الذى انطلق نحو التقدم. وعن مخاوفه حول ذلك الاندماج قال: الخوف الوحيد من تلك التكتلات هو التوجه، والذى لا بد من وجود تشريعات إعلامية وقانون للسيطرة على تلك الشركات. أما الإعلامى عبدالرحمن رشاد رئيس الإذاعة السابق فقال: القنوات الفضائية أصبحت تحقق خسائر كبيرة، لذلك كان الحل الوحيد أمامهم لتعويض تلك الخسائر هو وجود تكتلات اقتصادية الغرض منها الاستحواذ على كعكة الإعلانات، مما سيجعل هناك كيانات أخرى خلال الفترة القادمة، للتنافس على أموال الإعلانات. وأضاف: الأزمة فى تلك الكيانات أن القنوات الصغيرة أو التى سيطلق عليها ذلك الاسم خلال الفترة القادمة سوف تختفى، لأنها لن تجد لها مكانا وسط تلك الكيانات، التى سوف تذهب إليها جميع الإعلانات، مما سيؤدى الى احتكار الإعلام عند أسماء بعينها يمكنها التحكم فى سوق وصناعة الإعلام. وقال الناقد طارق الشناوى: التفسير الوحيد لذلك الدمج هو الصراع على تورتة الإعلانات، لأننا لم نجد إنتاجا مشتركا أو بثا موحدا لشبكات القنوات، كما أن مذيعي تلك القنوات لن يجتمعوا، لذلك فالدمج بغرض اقتصادى، ونحن فى النهاية لا نعرف إلا الجزء المعلن لنا، لأن أغلبية تلك الاتفاقات تحدث فى الغرف المغلقة. وعن توقيت الإعلان عن ذلك الدمج قال: الأمر له علاقة باقتراب شهر رمضان، وتوزيع الإعلانات بلا شك، وأعتقد أن هذا الشهر سوف يكون نقطة تحول فى مصير الإعلام المصرى، وتغيير السياسات والتوجهات.