لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك ,ان الحمد والنعمة لك والملك..لا شريك لك لبيك. بضع كلمات يرددها الحجاج الآن أثناء وصولهم الأراضى المقدسة لأداء الركن الخامس فى الاسلام مما يجعل قشعريرة تسرى فى الأبدان شوقا لأداء تلك الشعيرة لكن الاستطاعة المادية أو البدنية تحول بين الملايين من إدراك تلك الفريضة على أمل أن يؤدوها العام المقبل إن تحسنت أوضاعهم وأمد الله فى آجالهم وبما أننا فى عام الثورة التى رويت بدماء شهداء زهرة شباب الوطن تجاوزوا 850 شهيدا وآلاف الجرحى لم تندمل جروحهم أو أصبحوا معاقين فكان من الأولى أن نخفف من أحزانهم وآلامهم بتسفير أكبر عدد منهم على نفقة الدولة, وجاءت المبادرة من المشير طنطاوى بتحمل القوات المسلحة نفقات سفر 25 من أسر شهداء ثورة يناير لأداء الحج ووزارة السياحة تحملت تكاليف 10 أسر أخرى ليبلغ العدد الكلى 35 أسرة. هذا العدد يكون مقبولا نظرا للحالة الاقتصادية التى تمر بها البلاد وما تعانيه من ركود وانخفاض معدلات النمو وهروب الاستثمارات العربية والاجنبية لكن وزارة الداخلية أعلنت على موقعها الرسمى انها قامت بتسفير 19 من أسر الضباط الشهداء, و25 من أسر شهداء الأفراد, و30 من أسر شهداء المجندين و10 من أسر مصابى الشرطة بإجمالى 84 أسرة بالإضافة إلى 9 من أسر 3 ضباط وأمين شرطة اختفوا فى شمال سيناء أثناء الثورة وذلك على نفقة وزارة الداخلية وهذا تقليد محمود للوزارة ولكن أين أسر شهداء الثورة الذين سقطوا برصاص ومدرعات الشرطة. إن ميزانية وزارة الداخلية تأتى من أموال الشعب الذى يدفع الضرائب والرسوم التى تحصل عليها الداخلية من أى خدمة تقدمها, لذلك فأموال الداخلية هى أموال الشعب وله حق أصيل فيها وكان ينبغى أن يسافر بعض من أسر الشهداء على نفقتها, حتى لا نظل نعتقد أنها تتعامل بمنطق الأسياد والعبيد فى نظرتها للمواطن المصرى. إن ملف الحج من الملفات التى تجاهلتها الحكومة مثل ملفات عديدة ولقد طالبت فى مقالى بالوفد بانشاء هيئة مستقلة لتنظيم الحج بدلا من النظام الثلاثى من الداخلية والسياحة والتضامن لكن لا مجيب، ولا أعتقد أنه لا توجد دولة إسلامية واحدة تتولى فيه وزارة الداخلية الإشراف على الحج, فاذا كانت فاشلة حتى الآن فى استعادة الأمن ولو فى محافظة صغيرة مثل الأقصر ستنجح فى تيسير المناسك لعشرات آلاف الحجاج. لكن عجائب الداخلية لا تنتهى ومنها سفر أكبر بعثة إعلامية على نفقة الوزارة وفق ما نشر ببعض المواقع الاخبارية تضم العشرات من مندوبى الصحف وكبار الكتاب والاعلاميين بما يفوق ما كان سائدا أيام حبيب العادلى..! فمن سيحاسب وزير الداخلية على إهداره المال العام وأى مقابل سيقدمه من قبل الحج المجانى وهو مستطيع ماليا ويعلم أن مصر تعانى من أزمة مالية خانقة, وهل يتقبل الله منه الحج؟ رسائل قصيرة أرجو من الخبراء الاستراتيجيين أن يكونوا محللين عسكريين وألا يتحولوا مثل الخبراء الأمنيين سابقا إلى مبررين لأخطاء السلطة. متى يخرج د. شرف من المغارة آسف مقر مجلس الوزراء لتهنئة ليبيا بانتصار ثورتها وشكرها على طلبها 2 مليون مصرى لإعادة الاعمار. أستاذ محمد حسنين هيكل نشكرك كثيرا ونقدر ماضيك لكن نأمل منك تستريح ونحن قادرون على رؤية مصر الحقيقية وليس من خلال جدران مكتبك الوثير وضيوفك اللذين يعيشون الماضى. خالص التهانى لنقيب الصحفيين ممدوح الولى ولأعضاء المجلس وننتظر منكم الكثير.