أسهمت المواقع الإلكترونية إلى حد كبير في استمرار شعلة الاحتجاجات فى تونس والتي شاهدها الملايين في مناطق كثيرة من العالم عبر الشاشات ،فى الوقت الذى كان نظام " بن على " لا يسمح بتصوير مشاهد العنف وبثها إلا أن معظم هذه المشاهد تم تصويرها بكاميرات هواتف جوالة ووجدت طريقها إلى المواقع الإلكترونية كموقع " فيس بوك " . وليس خفى أن السلطات التونسية كانت تدرك مدى خطورة المواقع الإلكترونية والمدونات في إثارة الرأي العام ، فالنموذج الإيرانى ليس بعيدا عن الذاكرة فقد بث موقع " يوتيوب " وغيره تسجيلات مصورة للاضطرابات التي شهدتها إيران بعد إعلان النتيجة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة . فيما قامت دول عربية ومن بينها تونس بحجب مواقع ومدونات في شهر أبريل الماضي وامتد الحجب إلى مواقع تحظى بشعبية واسعة الانتشار أبرزها " يوتيوب " و " ديلي موشين " و " وات تي في " . جدير بالذكر أن منظمة " مراسلون بلا حدود " قد أصدرت تقريرا العام الماضي وضعت تونس على رأس لائحة ما يسمى بأعداء الإنترنت ، بينما اعتبرتها جهات أخرى أسوأ دولة عربية في مجال رقابة الإنترنت . لكن الحجب لم يؤت ثماره إذ تمكن تونسيون وربما غيرهم من تصوير مشاهد من الاحتجاجات وبثها على مواقع على الشبكة العنكبوتية لتثبت تكنولوجيا الإعلام مرة أخرى أنها فضاء بلا حدود . شاهدالفيديو