كتبت سحررمضان ووكالات الانباء: ظهر امس الرئيس السوداني عمر البشير مع اسدال الستار علي استفتاء تقرير مصير الجنوب الذي شارك فيه أكثر من 4 ملايين من مواطني جنوب السودان في الداخل والخارج للاختيار ما بين الاستمرار في سودان واحد او الانفصال عن الشمال. اعترف البشير ان جنوب بلاده انفصل فعليا من وضع الانجليز قانون المناطق المغلقة واضاف أن الظلم الذي يتحدث عنه البعض هو ظلم تاريخي لأن الحرب في الجنوب بدأت عام 1955 فيما حصل السودان علي استقلاله عام 1956. وقال الرئيس السوداني إن الجنوب انفصل فعليا وعمليا عندما وضع الانجليز قانون المناطق المقفولة بحجة أن هناك دينا مختلفا وثقافة مختلفة ولغة مختلفة عن الشمال. وأضاف ان الحرب استمرت بعد ذلك من أجل الوحدة لكنها كانت مكلفة، وكان من الضروري اعطاء الفرصة للجنوبيين اما بالاتحاد او الانفصال، وقال إن المستهدف ليس فصل الجنوب وانما الإسلام في السودان، واكد أن بلاده تمر بمرحلة تاريخية حاسمة، مشيرًا الي عملية الاقتراع لتقرير مصير جنوب السودان الجارية الآن للاختيار ما بين الوحدة أو الانفصال وقال البشير خلال افتتاحه مسجد العارف بالله ادريس ابن أرباب بالخرطوم إن الحق أعطي حصريا للجنوبيين إما أن يتحدوا مع الشمال أو ينفصلوا عنه. واعلن البشير أنه ماض في تطبيق الشريعة الاسلامية ولن تكون هناك دولة علمانية في السودان بل دولة قائمة علي الشريعة "وهذا أمر منته ولا رجعة عنه" ودعا أهل الشمال الي ضرورة وحدة الصف وتوظيف القدرات والطاقات من أجل بناء ونهضة السودان . وشهدت مراكز الاقتراع في جوبا عاصمة الجنوب اقبالا ضعيفا، وخصوصا من قادمين من ولايات سودانية اخري اصروا علي الاقتراع للانفصال الذي بات مؤكدًا، في حين اقتربت نسبة الاقتراع في بعض المكاتب من 90٪. وقال الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر في تصريح في الخرطوم »لاحظنا ان عملية الاستفتاء جرت بطريقة منتظمة في الشمال والجنوب«. وقال »استنادا الي المعلومات التي بحوزتنا فإن نسبة المشاركة في الجنوب قد تكون وصلت الي 90٪ والي نحو 50٪ في الشمال«. واضاف "انها نسبة تؤمن الطابع التمثيلي للاستفتاء". وأكد رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت أهمية بناء علاقات تعاون وثيق وتعزيز السلام بين الشمال والجنوب في حال اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء الجاري حاليا. جاء ذلك خلال لقائه في جوبا فيرونيك دي كيسر رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الاستفتاء التي أعربت عن تقديرها لاجراء الاستفتاء في أجواء من الهدوء والسلام.أكد المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء في جنوب السودان جورج ماكير بنيامين أنه لم يتم رصد انتهاكات تعيق عملية الاستفتاء حتي الآن، لكن بعض المراكز بها إجراءات تصويت لم تتم بالسرية الكافية بسبب قصر فترة التوعية. وقال بنيامين في مؤتمر صحفي بجوبا إنه تم تمديد فترة الاقتراع ببعض المراكز الخارجية مثل استراليا بسبب الفيضانات التي اجتاحتها، مشيرا إلي أن عمليات الفرز والعد ستبدأ في موعدها وأضاف أنه أجري جولة في عدد من الولاياتبجنوب السودان، شملت بحر الغزال الكبري ووقف علي تذليل الصعوبات التي من أبرزها بعض مراكز الاقتراع في منطقة غرب التونج بولاية واراب. قال نائب رئيس مفوضية الاستفتاء شان ريك إن الحديث عن تصويت أكثر من 60٪ من المسجلين ينبغي أن يضع في حسبانه بطاقات التصويت التالفة. وكان رئيس المجلس التشريعي للجنوب جيمس واني إيقا قد اعلن في وقت سابق إن الإقبال علي الاقتراع سيتجاوز 90٪. أكد القيادي بالمؤتمر الوطني وعضو اتفاقية السلام الشامل الدرديري محمد أحمد أن اتفاقية ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب لا تمثل أزمة بينهما وأنها تعالج عبر أطر فنية وحوار جاد من الجانبين.وأضاف القيادي بالمؤتمر الوطني أن هناك قواعد متفقا عليها وآليات لتعزيز التواصل الاجتماعي والثقافي وتعزيز الثقة ومراعاة المصالح الاقتصادية بين المواطنين في الشمال والجنوب. وحول الجنسية المزدوحة .. قال الدرديري، إنه لاحديث عنها في الوقت الراهن ولكن رؤية المؤتمر الوطني أن تكون لكل دولة جنسيتها حال الانفصال، موضحا أن الوحدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ستظل قائمة بين الشمال والجنوب.