ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن ما يشهده العالم العربي وعلى وجه الخصوص مصر وتونس إنما هي مساع لخطوات بدأت قديماً نحو تطبيق وفرض مبدأ الجهاد الإسلامي ضد الكيان الصهيوني وضد السياسة التوسعية لإسرائيل. فقد عاش الاسرائيليون طوال العقود الماضية على وقع كابوس رهيب يعالجونه دائما بمحادثة انفسهم " أنه برغم تفوق المسلمين عدداً لكنهم كغثاء السيل لا يفعلون شيئا" ، الا ان الكابوس المؤرق هو الجهاد الإسلامي والذى اصبح شبحه قائما في ظل ليالي ربيع مصري وآخر تونسي قد أنذرا ، بصعود نجم الإسلاميين فى المنطقة . وأشار الكاتب بن درور يميني في (معاريف) أن تقديم رموز العالم الإسلامي لمذكرات إدانة ضد القادة الإسرئيليين للمحكمة الدولية والأمم المتحدة بارتكاب جرائم حرب منذ ست سنوات أمر يعكس ملامح الربيع الجهادي المحتمل في مصر وتونس ضد إسرئيل. وأوضحت الصحيفة أن العالم الإسلامي برغم تفوقه العددي والتزام الكثير فيه بتعاليم الدين الإسلامي وقدرتهم على تغيير مسارات الأمور إلا أنهم لا يقومون بشىء فعال ، باستثناء الشخصيات التي حظيت باحترام الغرب مثل يوسف القرضاوي وراشد الغنوشي . واستنكر " يميني" اقتناع الشيخ يوسف القرضاوي بمبدأ الجهاد الإسلامي ، الذي وفقاً له ، قد يستباح دم أي مواطن إسرائيلي، بما فيهم الأطفال على اعتبار أنهم يشكلون نواة مستقبلية لجيش إسرائيل، قائلاً " على الرغم من أن الشيخ القرضاوي أحد أشهر الدعاة المعتدلين في المنهج السُني إلا أنه اشترك في تقديم مذكرة للأمم المتحدة والمحكمة الدولية تدين القادة الإسرائيليين بارتكابهم جرائم حرب ، وفي عام 2002 اتفق كل من راشد الغنوشي والشيخ القرضاوي والشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس الراحل و حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبنانى على ضرورة مواجهة الاستيطان والكيان الصهيوني، وهو ما يعتبر تفكيرا جهاديا ضد إسرئيل . وأشار الكاتب الى أن الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي الفائز بانتخابات تونس قد ذكر في كتابه المسمى " الحرية دولة الإسلام " والذي نشر في عام 1993 أن( دولة إسرائيل ليس بها مدنيون ) وسخر الكاتب من رفض المسلمين عام 2005 للدعوة التي تلقاها القرضاوي من عمدة لندن السابق "كين ليفينجستون" لزيارة لندن ، تلك الدعوة التي كانت ستعمل على انتشار الإسلام في أوروبا، فمن المعلوم أن عمدة لندن السابق أُعجب بآراء القرضاوي ووصفة بأنه"المسلم التقدمي" وذلك خلال أول مؤتمر صحفي له بعد تفجيرات لندن فى يوليو 2005 قائلاَ: "إن القرضاوي لا يشجع المسلمين على عمليات انتحارية وأنا أُدين مؤسسات الإعلام الغربية التي تتهم الإسلام بارتكاب هذه الجرائم ".