بدأت الابتسامة علي وجه الرائد سمير حسنين تبهت وتتلاشي بعد الجملة الأخيرة وقال: إلي هذه الدرجة أنت ممرور! قلت: لست وحدي ياسمير بيه.. كل من يحب هذا الوطن الجميل يحس بالمرارة.. عارف ليه ياسمير بيه؟ فقال: أنا عارف ومقدر عنف الصدمة التي أصابت الناس جميعاً لأن الهزيمة كانت فاحشة ولم تكن متوقعة. قلت: انت تتحدث عن هزيمة عسكرية حدثت علي حدود مصر الشرقية وأنا أتحدث عن هزيمة حضارية زلزلت قلوب المصريين وثوابتهم التي يعيشون عليها آلاف السنين ويواجهون بها كل المحن والعثرات التي تعترض طريقهم الطويل الشاق اغتصب الرائد سمير حسنين ابتسامة وهو يقول. بيتهيألي مش للدرجة دي قلت: هذه مشكلتنا معكم كل من يختلف معكم يتهم في شرفه الوطني ويصبح عميلاً لجهات معادية لا نعلمها ولا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي.. ياسمير بيه.. أنا مصري ولدت لأبوين مصريين عاشا فوق هذه الأرض ودفنا تحتها وكما قال الشاعر كمال عبدالحليم: هذه أرضي أنا وأبي مات هنا وأبي قال لنا مزقوا أعداءنا ضحك وقال: انت عارف كمال عبدالحليم يبقي إيه؟ قلت: يبقي فلاح مصري درس وتعلم واختار الفكر الشيوعي طريقا لتحقيق حلمه بمصر السعيدة. فقال: ولماذا اختار الفكر الشيوعي بالذات؟ قلت: اسألوه هو بدلا من أن تعتقلوه وتعذبوه قال بابتسامة خبيثة. دانت معجب بقي بالفكر الشيوعي قلت: وبكل الأفكار البناءة وكل من يغرس فسيلة في هذه الأرض الطيبة هو حبيبي وحليفي ورفيق طريقي. قال فجأة وسيد قطب قلت: الشهيد سيد قطب «عالم الأدب» الذي سيظل اعدامه شنقا وصمة في جبين هذا النظام الغبي المتوحش. فضحك قائلاً: طب وطي صوتك ماتوديناش في داهية ضحكت وقلت: شفت ازاي قال: انت محير يا أستاذ نجم أجي لك من هنا تجيلي من هنا قلت: انتو اللي مصممين ماتفهموش ياسمير بيه ومصرين علي الحلول الأمنية لكل المشاكل ودا طريق وعر لا تعرف له نهاية وادي احنا أهه وصلنا لحارة سد وانتو برضه مصممين علي نفس المنهج وبيتهيألي انكم خايفين تعترفوا بخطئكم وترجعوا عن هذا الطريق الذي لا يؤدي الا لمزيد من الخراب ومزيد من التخبط ومزيد من الهزائم والفشل.