في منتصف ليل الأحد، 25 أبريل 1976، وفي داخل نادي الترسانة الرياضي وقف العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، ليحيى آخر حفل ربيع في حياته حيث كان في قمة الإعياء والتوتر قبل غنائه قصيدة "قارئة الفنجان" تأليف الشاعر الراحل نزار قباني وألحان الموسيقار الراحل محمد الموجي. هذا الحفل أثار إعجاب الملايين، القصة بدأت بصعود العندليب على المسرح ليحيّي الجمهور ويغني في البداية "عاش اللي قال"، وبعد أن انتهى منها فوجئ بشغب من بعض الجمهور وصفافير وصوت عالٍ، ولم يستطع السيطرة على الجمهور ووقف على المسرح لأكثر من ربع ساعة لا يستطيع تهيئة الفرقة الموسيقية لبدء العزف. وفوجئ الجمهور بالعندليب ينفعل بشدة على الجمهور وبصوت عالٍ حتى يستطيع الغناء.. وبالفعل غنى "قارئة الفنجان" وأبدع كما لم يبدع من قبل، غناها على المسرح لمدة 160 دقيقة، وفي أثناء الغناء كان أيضًا يصفر للجمهور وينفعل ويستخرج الغناء بإبداع غريب. غنى "عبدالحليم" في الوصلة الثانية، أغاني "توبة وأهواك وأبوعيون جريئة"، وفي يوم من الأيام بتوزيع جديد، واستمر في الغناء رغم حالة الإعياء حتى السادسة صباحًا، ليكون هذا الحفل آخر حفل للعندليب في ليلة شم النسيم وربما تكون تلك الحفلة آخر حفلات الربيع الحقيقية. بعد هذا الحفل تعرّض "عبدالحليم" لهجوم شديد من الصحافة والنقاد بسبب انفعاله على جمهوره. واضطر "عبدالحليم" للاعتذار للجمهور بنفسه بعد أن طلب من طارق حبيب مقدم برنامج "أوتوجراف"، أن يظهر في البرنامج للاعتذار، وكان ذلك يوم الثلاثاء 22 يونيو 1976. حفل "قارئة الفنجان" هو الحفل الأشهر والأطول في تاريخ العندليب، ومازالت الأغنية حتى الآن في وجدان الملايين ويعتادون على سماعها كل يوم وليلة.. رحم الله العندليب وحفلات الزمن الجميل.