ينطبق المثل الشعبى الذى يقول «الناس معادن» على الفتاة والمرأة السعودية لعشقهن للمجوهرات ومعدن الذهب على وجه الخصوص بصورة وضعت المملكة في صدارة دول العالم من حيث الاهتمام بهذا المعدن النفيس، إنتاجًا وصناعة وتسويقاً، والسعوديات على عكس غيرهن من نساء العالم اللاتي تقف علاقتهن بالمجوهرات عند حدود الزينة، فاهتمام الفتاة السعودية بهذا الجانب يتجاوز حد الاقتناء الى المشاركة فى صناعة وإبداع الحلي بنفسها، ومن هنا نجد الهرولة الأخيرة لشريحة كبيرة من الفتيات للعمل فى مصانع وورش ومعارض الذهب والألماس فى الدماموجدةوالرياض، ولعل هذا الاهتمام هو الذي جعل المملكة رابع دول العالم في استهلاك الذهب بأكثر من 55 طنًا سنويًا. وكانت الأيام الأخيرة قد شهدت توافد المولعين بالمجوهرات في السعودية على معرض يجمع أرقى وأفخم وأحدث التصميمات الخاصة بشركات عالمية ومحلية تحت سقف واحد. وافتُتح معرض صالون المجوهرات يوم الاثنين الماضي في الرياض بمشاركة أكثر من 60 شركة من 13 دولة تعرض أحدث تصميماتها للعملاء السعوديين ولاسيما النساء. واستمر المعرض أربعة أيام. وذكر بيانٌ على صفحة الصالون على الإنترنت أن النساء السعوديات هن الأكثر إنفاقاً على المجوهرات في العالم. وقال البيان إن السعودية تهيمن على سوق الماس في الخليج، حيث يُقدّر أن الرياض وحدها تنفق 323 مليون دولار على الماس سنوياً بينما كل فرنسا تنفق مبلغ 257 مليون دولار سنويا. ووفر معرض صالون المجوهرات منصةً مجانية للجيل الجديد من مصممي المجوهرات السعوديين الذين يأملون في أن يستفيدوا من هذه الفرصة لعرض منتجاتهم وفي أن يصبح لهم أسماء يُشار لها بالبنان في تلك الصناعة. بينما أكد خبراء صناعة الذهب والمجوهرات من كبريات الشركات العالمية المشاركة في «معرض صالون المجوهرات السابع» الذي شهدته مدينة جدة قبل ايام ايضا، أهمية الاستثمار في هذه الصناعة بالسوق السعودي لتميزه بالقوة الشرائية العالية وحجم الاستهلاك الكبير على مستوى الشرق الأوسط. وأعلنت خبيرة المجوهرات السعودية، دانية نصولى، أن السوق السعودي يستحوذ على 50% من سوق المجوهرات في العالم العربي بفضل ارتفاع القدرة الشرائية، مشيرة إلى أن المعرض وصل إلى مرحلة النضج بفضل الخبرات التي تم اكتسابها فيما يتعلق بذوق الجمهور أو احتياج الشركات. وقالت ليليان إسماعيل مصممة مجوهرات إن المعرض مثل فرصة رائعة لكثير من المصممات السعوديات لشق طريقهن والوصول إلى العالمية طوال السنوات الماضية، وأشارت إلى أن النسبة الأكبر من السعوديات يقبلن على شراء الألماس. في الوقت ذاته، كشف خبراء اقتصاديون أن محلات الذهب بالمنطقة الشرقية تستوعب توظيف 5 آلاف فتاة سعودية بمجال التصميم والتسويق والمحاسبة كمرحلة أولى للتوظيف، كما أن عمل المرأة السعودية بأسواق الذهب سيسحب شريحة كبيرة من مرتادي محلات الإكسسوارات تصل نسبتها إلى 30٪، ويتوقع أن يصل عدد العمالة الذين سيتم الاستغناء عنها بعد توظيف الفتيات بالمحلات الى 50 ألف عامل من فنيين وبائعين وعمال ومحاسبين. وتتجه أمانة المنطقة الشرقية إلى تطوير صناعة الذهب والمجوهرات عبر تأسيس معهد لتعليم صياغة الذهب، وذلك داخل أحد الأسواق الشعبية في مدينة الدمام، ولدعم مخرجات معهد تعليم صياغة الذهب في السوق الشعبي، الذي يعتبر مجمعاً تجارياً شعبياً في حي القزاز في الدمام؛ خصصت «أمانة الشرقية» أنشطة تجارية متنوعة مرتبطة بصناعة الذهب، مثل محال وورش ذهب وصالات لعرض المجوهرات.. وتشير إحصائيات تقديريَّة – غير رسمية – إلى أنَ السعوديات ينفقن سنوياً نحو 10 مليارات ريال من أجل شراء المجوهرات والألماس بديل الذهب، الذي ارتفع سعره فى السنوات الأخيرة، حيث تنفق النساء السعوديات خصوصاً والخليجيات بشكل عام، مليارات الدولارات سنوياً من أجل مواكبة أحدث صيحات موضة المجوهرات الماسية. وبحسبما نشر في الإعلام السعودي فإن المملكة العربية السعودية تحتل المركز الرابع في أسواق الألماس الأكثر طلباً في العالم، ومن المتوقع حسب خبراء الألماس أن يتواصل الطلب على الألماس في السوق السعودية بشكل متزايد في الفترة المقبلة.