«تصريحات يتم تحريفها، اشاعات يتم الترويج لها ، تلاعب واضح في كلام الشخصيات العامة» هكذا أصبح حال مواقع التواصل الاجتماعي الفترة الأخيرة، بعد استغلالها من قبل كتائب جماعة الإخوان، حيث أصبحت ساحة للترويج الأكاذيب واثارة الرأي العام على أشياء غير حقيقية، وآخر ما تم تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز عن تيران وصنافير، مدعين أن الملك سلمان بن عبد العزيز صرح للصحيفة بأن مصر أهدته جزيرتي تيران وصنافير في مقابل المساعدات الاقتصادية، وفي الحقيقة لم يحتو التقرير على أي تصريحات للملك سلمان سواء عن الجزيرتين أو عن أي قضية أخرى وإن ما جاء في التقرير تحليل خاص بنيويورك تايمز الامريكية. واستطلع "الوفد" اراء عدد من خبراء الاعلام للتعرف على الاشاعات التي تروجها السوشيال ميديا في الفترة الأخيرة، وعن كيفية وضع حلول لهذه الأزمة. وقال علي عجوة، أستاذ العلاقات العامة والعميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة إن هناك حالة من الفوضى داخل السوشيال ميديا بسبب ترويج الاشاعات والأكاذيب فضلًا عن أخذ تصريحات بعض الأشخاص من سياقها والترويج لأشياء ليست حقيقية مما يساهم هذا في تشتيت الرأي العام المحلي والدولي في بعض الأحيان. ولفت عجوة، إلى أن الحديث عن وضع قيود علي السوشيال ميديا أمر صعب، لأن عصر التكنولوجيا الذي يعيشه العالم لن يمكن من تحقيق هذا بالإضافة إلى أن هذه القيود قد يتم استغلالها في كبت وتقييد الحريات. وأشار «عجوة»، إلى أن الحل الأمثل للحد من هذه الاشاعات هو تطبيق ما يعرف بالتربية الاعلامية، والتي تعمل على تأهيل المواطنين والشباب بحيث يستطيع الشخص نفسه أن يفرق بين الأشياء الصحيحة التي تنشر وبين التصريحات المغلوطة. وأكد « أستاذ العلاقات العامة»، أنه يجب أن تكون هناك حالة من الوعي لدى المواطنين واستخدام العقل وذلك لأن العديد من الأشياء التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي تكون غير حقيقية، لذلك يجب على المواطنين أن يقوموا بانتقاء ما يعرض أمامهم. وقال «عجوة»، إن الاسلوب التعليمي الخاطئ الذي يعتمد على التلقين والحفظ دون التفكير وإعمال العقل، سبب رئيسي في حالة الفوضى الحادثة داخل مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا الي أن طريقة البحث عن المعلومة هي الطريقة التي تربي أجيالا قادرة على البحث والتحري وعدم تصديق ما يعرض أمامهم من أكاذيب. أكد شريف اللبان، أستاذ الصحافة ووكيل كلية الاعلام جامعة القاهرة، أن هناك بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تتعمد التضليل والتشويه للحقائق، وذلك مثل ما حدث مع الملك سلمان، مفيدًا أن هناك كتائب مختصة بذلك هدفها تضليل الرأي العام. وأشار «اللبان»، إلى أن الحل الأمثل لمواجهة هذه العناصر هو عمل ما يسمى بمراصد لشبكات التواصل الاجتماعي، بحيث ترصد كل ما ينشر من أكاذيب وتقوم بالرد عليها رسميًا، مما سيساهم في تصحيح الصورة لدى المواطنين. ولفت «اللبان»، إلي أن السوشيال ميديا أصبحت تستخدم لتشويه شخصيات بعينها لافتًا الي أن البعض يعمل على إحداث اغتيال معنوي للأشخاص واعطاء الأحداث صورة أكثر مما تستحق وذلك لإثارة البلبلة والفوضى.