فى أحد الأيام استأذنت «ياسمين» والديها للخروج من المنزل لتلبية أول دعوة عشاء فى منزل صديقتها المتزوجة حديثا وانتهزت الفتاة الفرصة وتمسكت بها لرؤية صديقاتها القدامى اللاتى لم ترهن منذ فترة كبيرة فهن يتجمعن فى المناسبات والأعياد فقط، ووافقت الأسرة على خروج نجلتهم لحضور حفلة صديقتها ورؤية صديقاتها.. وتجمع الأصدقاء وكانت الحفلة والعزومة بمثابة لقاء الأحبة. تعرفت الفتاة على شاب حسن المظهر، اختلسا نظرات الإعجاب، أقبل الشاب للتعرف عليها ودار بينهما حوار انعكست نتائجه على وجهها الذى اكتسى بالفرحة، والبهجة، ظل الحديث متواصلا بينهما لفترة طويلة، وتطرق للحديث عن الذات والأهل وطلب الشاب تحديد موعد من والديها لخطبتها، فرحت الفتاة بصدق مشاعره.. وأخذ أهله وانتقل لمنزل الزوجة المستقبلية ولكنه أوصى والديه بألا يفصحا عن طبيعة عمله ويكتفوا فقط بذكر كلمة «موظف» وكررها عليهما قائلاً: «لما يسألونى أو يسألوكوا عن شغلى تقولوا موظف وسيبوا الباقى عليّ أنا هعرف أرد وأتصرف»، ووافق الأهل على الزيجة لكون العريس ميسوراً مادياً ولديه شقته ووظيفته، فأتفقوا على الخطوط العريضة وتم الزفاف ولم يخبر الزوج زوجته بعمله الحقيقى حتى بعد الزواج والإنجاب. فالزوج يعمل فى «جمع القمامة»، فعندما تعلق بمحبوبته عند رؤيتها لأول مرة وبادلته نفس الشعور والإحساس، خشى الإفصاح لها عن مهمته كعامل فى جمع القمامة حتى لا تتركه وقال لها انه موظف ولم تعلق ياسمين كثيراً عن طبيعة عمله، حيث ظهر الشاب بملابس أنيقة ورائحة زكية فلم تشغل بالها بطبيعة عمله واعتقدت أنه موظف فى إحدى الشركات ولم يخطر فى ذهنها أن الشاب الذى جذب قلبها جامع قمامة. وعدت السنة الأولى وظل الحال كما هو، فالزوج يخرج من منزله كل صباح بملابسه الأنيقة مُعطر الثياب.. وفور وصوله لمقر عمله يخلع ثيابه ويرتدى ثياب الشغل المتسخة لممارسة عمله. تعثر الزوج فى عمله وأحاطت به الأزمات، ولاحظت ياسمين ذلك وسألته عن أسباب حزنه فأخبرها بأنه لديه بعض المشاكل فى شغله وتم خصم جزء من راتبه. وذات يوم، خرجت الزوجة للتسوق وشراء لوزام المنزل تاركة زوجها نائماً وعند عودتها وجدته يجمع الزجاجات البلاستيكية وغيرها من الأشياء غير المرغوب بوجودها بالمنزل، فتعجبت وسألته عن سبب ذلك، فرد عليها قائلاً لها: «ملهمش لازمة وزحمين البيت على الفاضى هخدهم أرميهم فى الشارع»، جمع الزوج الأغراض القديمة فى جوال وحملها ونزل إلى الشارع، فازدادت حيرة الزوجة من تصرف زوجها، وتابعته من شرفة المنزل، وفجأة رأت الزوجة مشهداً زداد من حيرتها وغضبها فرأت زوجها وهو يصافح أحد عمال النظافة فى الشارع وكأنه صديقه منذ القدم. وتقول الزوجة أن مشهد مصافحة زوجها لعامل النظافة ظل متعلقاً بذهنها ولم تخبره بأنها رأته واكتفت بالصمت، وذهبت ياسمين لمنزل أبيها وفى طريقها رأت مشهداً آخر أصابها بالذهول إذ شاهدت زوجها يرتدى زى عمال النظافة، ويستقل سيارة خاصة بهيئة النظافة، فنادت عليه ولكن نغمات صوتها النحيف لم تصل إلى سمعه. عادت ياسمين إلى منزلها والحزن يملأ قلبها منتظرة عودته من العمل، وبمجرد دخوله واجهته بما رأته، ولم ينكر الزوج وأفصح لها أنه يعمل موظفاً فى شركة جمع القمامة وخشى الإفصاح عن طبيعة عمله لكى لا تبتعد عنه. ياسمين لم تنطق بكلمة واحدة انعقد لسانها من شدة صدمتها فى زوجها واصفة إياه بالرجل الغامض ولملمت أشياءها وتركت المنزل قاصدة بيت أبيها وتوسل لها الزوج للبقاء بالمنزل ولكنها أصرت على مغادرة المنزل. حاول الزوج الذهاب لها ومقابلتها ولم يفلح، تلقى اتصالاً من زوجته، وطالبته فيها بتطليقها ولكنه رفض بشدة، فأكدت له أنها سترتفع دعوى خلع ضده. حاول الزوج التحدث مع أهلها وانه لم يقصد خداعها وخشى الإفصاح عن عمله كعامل نظافة لكى لا يفسد حلمه الذى كانت ياسمين بطلته. ولم يفلح الأهل والأحباب فى إعادة العلاقات الطيبة ولم شمل الأسرة مرة أخرى توجهت الزوجة إلى محكمة الأسرة بالجيزة ورفعت دعوى خلع وفى انتظار قرار المحكمة.