أكد هشام الصباغ القيادى بجمعية العمل الإسلامى المعارضة بالبحرين أن الحكومة البحرينية أخطأت خطأ كبيرا عندما أدخلت طرفى الشعب البحرينى "السنى والشيعى" فى الحوار الوطنى المزعوم، موضحا أنه من المفترض إقامة دائرة حوار بين مختلف قوى المعارضة والنظام. ونفى الصباغ فى لقاء مع "بوابة الوفد" أثناء تواجده مع وفد المعارضة البحرينية فى القاهرة لإجراء مقابلات مع القوى السياسية المصرية كل الاتهامات الموجهة لثورة البحرين بأنها " طائفية " وليست وطنية، مؤكدا أن طرفى الشعب البحرينى "السنى والشيعى" خرج مطالبا بتحقيق حياة كريمة وديمقراطية والمشاركة فى اتخاذ القرار وتحديد مصيره. وأضاف أن ثورة البحرين تحمل عدة عناوين أهم نقاطها هى قانونية ودستورية ومعيشية لجميع أطياف وايدلوجيات الشعب البحرينى، موضحا أن السنة والشيعة يعانون معاً من الاضطهاد والتمييز والتجنيس السياسى والانتهاكات والقمع. وأكد الصباغ أن "الطائفية" لم تمثل أى مشكلة على طول التاريخ فى البحرين، فهناك تزاوج بين الشيعة والسنة ولم تشهد مدن البحرين أى تكتيلات طائفية، مضيفا أن اعتلاء حاكم سنى عرش المملكة لم يمثل أى مشكلة للشيعة وإنما المشلكة التى تقف أمامهم هى أن يكون الحاكم عادلا ويحقق المساواة بين الشعب سواء فى الحقوق أو الواجبات. كما نفى الاتهامات الموجهة لثورة البحرين بأنها مخطط من إيران للسيطرة على الخليج العربى، مفسرا ذلك الاتهام بأنه عمل حكومى منظم تقوم به الحكومات دائما لتعليق إخفاقاتها السياسية وانتهاكاتها على "شمعة" الدول الأخرى مثلما حدث فى مصر أثناء ثورة يناير واتهام الثوار بانتمائهم لحزب الله. وأوضح الصباغ أن ثورة البحرين تراكمية و ليست وليدة اللحظة، فالبحرين شهدت أكثر من ثورة بداية من عام 79 ومرورًا باحتجاجات فى عام 82 واستمرت حتى اشتعلت فى عام 94، مضيفا أنه عندما تولى الملك حمد بن عيس آل خليفة الحكم حاول القذف على هذه الاحتجاجات بإصدار الميثاق الوطنى، ولكن سرعان ما حدث انقلاب سياسى وليس طائفيا على هذا الميثاق وقاطعت المعارضة البحرينية الانتخابات البرلمانية ودخلت فى جدال مع النظام للانقلاب على الدستور والميثاق. وأضاف أن ثورة البحرين انطلقت منذ البداية رافعة مطالب إصلاحية ولكن النظام واجهها بالقمع والانتهاكات والقتل والاعتقال والتجاهل لثوار البحرين مما أدى إلى ارتفاع حدة المطالب والاحتجاجات. ووصف الصباغ قضية الكادر الطبى واعتقال الاطباء ب "الفضيحة " الإنسانية والأخلاقية التى ارتكبتها حكومة البحرين بامتياز، معتبرا صدور أحكام ضد أطباء بعيدين عن الحقل السياسى ذو الرسالة الإنسانية سقوطا أخلاقيا ودينيا لم يحدث فى الحروب، ذلك بالإضافة إلى منع النظام دخول القوافل الطبية الكويتية و سمحت بدخول قوات درع الجزيرة والأسلحة عبر جسر الملك فهد لقمع الشعب البحرينى. وفيما يتعلق بدخول قوات درع الجزيرة لقمع الاحتجاجات أكد الصباغ أن البحرين بادرت بطلب المساندة من السعودية لأنها وقعت فى "مطب" وأوشكت فى لحظة من اللحظات على الانهيار لعدم سيطرتها على الاحتجاجات، موضحا أن النظام البحرينى أراد بذكاء إقحام السعودية للاستفادة من " كارزمتها " ونفوذها فى الدول العربية والإسلامية للدفاع عنها فى المحافل الدولية. وأضاف الصباغ أن السعودية قادت حملات بأموالها وإعلامها للحفاظ على النظام البحرينى، مؤكدا أن دخول السعودية البحرين جاء رغبة منها فى عدم تصدير ثورة البحرين إليها. وأعرب الصباغ عن أسفه لسوء التغطية الإعلامية لأحداث ثورة البحرين، مضيفا أن القنوات الكويتية الخاصة نقلت انتهاكات النظام فى بداية اندلاع الثورة إلا أنه بعد عقد اجتماع وزراء خارجية دول الخليج فى البحرين تم إصدار قرار بمنع القنوات بنقل ثورة البحرين. وأوضح الصباغ أن قناة "الجزيرة" نقلت 10 % فقط من أحداث الثورة في حين وظفت قناة "العربية" ضدها مثلما فعلت مع الثورة المصرية، ووقفت بجانبها بعد تنحى مبارك قائلاً "هى بتميل مع من يغلب فى النهاية". وأكد الصباغ أن الشيخ القرضاوى لم ينصف نفسه وتاريخه بادعائه أن ثورة البحرين "طائفية"، موضحا أن هذ الادعاء يعطى الضوء الأخضر لمزيد من الانتهاكات والاعتقالات والقتل، داعيا القرضاوى إلى الاطلاع على الانتهاكات التى يتعرض لها الشعب البحرينى بجميع طوائفه. وأشار الصباغ الى أنه "لا توجد طريقة لتركيع الشعب البحرينى والرجوع للخلف غير ممكن " هو شعار مستقبل البحرين، موضحا أن المعارضة مستمرة فى الاحتجاج والحكومة ستندم على ما فاتها من خطوات اصلاحية . وفى النهاية وجه الصباغ سؤالا للملك " ماذا تريد مملكة دستورية أم زوال نظامك ؟ فإذا اخترت الدستورية.. فلماذا لم تطبقها خلال ال 10 سنوات الماضية؟". شاهد الفيديو