- الدكتورة سرية صدقي: الفنون الإبداعية أفضل أسلوب للتنفيس عن غضب الأبناء. - نحتاج إلى برامج لتأهيل الوالدين لكى يكونوا آباء وأمهات صالحين. - الطفل يتقمص الشخصيات العنيفة فى ألعاب الكمبيوتر مما يؤثر على شخصيته. - العنف الأسري يكرس العدوانية لدى الأطفال تجاه الآخرين. أكدت الدكتورة سرية صدقى أستاذ مناهج وطرق تدريس التربية الفنية أن العنف ضد الأطفال حلقة متصلة كونها ظاهرة اجتماعية تمارس ضد أفراد المجتمع المتصلين بالأطفال، ثم تنعكس من خلالهم على الأطفال كسلوك عدوانى، فينتج عن ذلك أطفال ذوى شخصيات عدوانية مع الآخر. جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة بعنوان " نبذ العنف ضد الأطفال " مساء أمس الأربعاء، وأوضحت سرية أن العنف سلوك عدوانى يهدف إلى إحداث ألم نفسى أو بدنى، مشيرة إلى أن العنف يتم ممارسته ضد الأطفال داخل أطر مختلفة مثل المنزل أو المدارسة. واستعرضت سرية أشكال العنف المختلفة والتى جاءت فى مقدمتها، العنف فى المنزل والذى يأتى فى سياق التأديب ويأخذ شكل العقاب البدنى، موضحة أن الدراسات أثبتت أن الأطفال الذين تعرضوا للعنف الأسرى يكونون أكثر ميلا للعنف تجاه الآخرين، وأقل قدرة لغوية وإدراكية عن الذين نشئوا فى بيئة سوية. وأشارت سرية إلى أن العنف المدرسى أصبح من أكثر أشكال العنف انتشاراً فى الفترة الأخيرة، لما يقوم به المدرسون من ممارسة العقاب البدنى المتمثل فى الضرب بالعصى، وغيرها، مضيفة أن وسائل الإعلام أصبحت هى الأخرى مصدراً رئيساً لنشر العنف، وذلك من خلال ما تقدمه من برامج وأفلام، بالإضافة إلى ألعاب الكمبيوتر التى أصبحت مصدراً خطيراً لتعزيز العنف لدى الأطفال. ودعت سرية الأسرة إلى إعطاء الفرصة لأطفالهم للتعبير عن آلامهم، والتنفيس عن غضبهم، كما دعت أيضاً الى اتخاذ بعض الإجراءات من أجل نبذ العنف، ومنها تدريب الأطفال على ممارسة الفنون الإبداعية التى من شأنها التصدى للعنف ومناقشة المشكلات بأسلوب مقبول اجتماعياً، بجانب توجيه الآباء والأمهات فى تعاملتهم مع الأطفال، والاهتمام بالإعداد السليم للمعلمين، وطرح أساليب قانونية إيجابية لحل النزاع بدون اللجوء للعنف، بالإضافة إلى قيام المؤسسات الحكومية بنبذ كافة الأساليب والأشكال القبيحة للعنف سواء البدنية أو النفسية. وأكدت الدكتورة عبلة فتحى رئيسة لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة أن ظاهرة العنف أخذت تتصاعد فى مصر فى الأعوام الماضية، وأبسط دليل على ذلك صفحات الحوداث التى تمتلئ يوميا بأخبار عن أعمال إجرامية متعددة، موضحة أن ظاهرة العنف تعتبر من الظواهر الطبيعية التى غرسها الله فى الإنسان، ولكنها إذا خرجت عن حدودها فإنها تصبح فى منتهى الخطورة، وتهدد أمن وكيان المجتمع. وأشارت عبلة إلى أن هناك أسباباً كثيرة لا تخفى على الجميع تؤدى إلى انتشار ظاهرة العنف فى المجتمع المصرى منها، الأسباب الاقتصادية، وتراجع مستوى الأخلاق بين الناس، مضيفة أنه عندما تضعف الدولة يزاد العنف حيث يلجأ المواطن إلى أخذ حقوقه بيده، ولا يولى اعتباراً للقانون، موضحة أن المناخ العام الملئ بالعنف ينعكس على الأطفال تلقائياً.
ضرب حتى الوفاة وفى السياق نفسه تحدث الشاعر شوقى حجاب الذى ألقي باللائمة على المدرسة، متهماً إياها بأنها المصدر الرئيسى لتصدير العنف للأطفال، وجعله سمة أسياسية فى تكوين شخصية الطفل منذ صغره، وضرب حجاب أمثلة لذلك بكلمات المدرسين " افتح ايدك " ، والتهديد ب " حجرة الفئران "، وقد أصبح الطفل معرضا للضرب المبرح الذى قد يؤدى إلى الموت فى كثير من الأحيان، مذكراً بحادثة موت طفلة أثناء انتظارها لعقاب المدرس، فماتت من الخوف والرعب، مؤكدا على أن الأطفال لا يملكون القدرة للوقوف أمام قوة واستبداد المدرس . وأوضح حجاب أن العنف فى المدرسة سواء كان لفظيا أو جسديا يسبب عقدا، ومشاكل نفسية، وأخلاقية للأطفال، فقد تجعلهم يعيشون فى كوابيس مخيفة، تؤثر فى تكوين شخصيتهم و تمنعهم من ممارسة الحياة بصورة طبيعية، داعيا إلى نبذ العنف فى المدارس أولا لحماية أطفالنا منه، وحتى لا يرسخ فى أذهانهم أنه الوسيلة لأخذ حقوقهم . متفقة مع ماسبق قالت الدكتورة دعد سلامة عضو منظمة اليونسكو إن الأطفال أصبحوا معرضين للعنف من جميع الاتجاهات، فالطفل يبدأ فى تلقى العنف من المنزل، داعية الحكومة إلى تشريع قانون يجرم الضرب، كما وجهت الدعوة لجميع المؤسسات المعنية لإطلاق برامج لتعليم الآباء والأمهات كيف يتعاملون مع أطفالهم بالطريقة المناسبة التى تجعلهم أشخاصا أسوياء، وأوضحت دعد أن هناك أنماطاً وأشكالاً كثيرة تدل على ممارسة العنف ضد الأطفال، ومنها عمالة الأطفال، وزنا المحارم، واغتصاب الأطفال، مما يؤدى إلى تخريج أطفال مضطربين نفسياً، وغير قادرين على ممارسة الحياة بشكل سوى . ومن جهتها أوضحت الدكتورة إلهام عبيد عميد كلية رياض الأطفال بجامعة الإسكندرية سابقاً، أن الميديا ووسائل الإعلام المختلفة بالإضافة إلى الإنترنت والألعاب القتالية من أهم الأسباب التى أدت إلى انتشار العنف عند الأطفال، مشيرة إلى أن تأثيرها يظهر على الأطفال من خلال نظراتهم وإشارات أيديهم، فالطفل يتقمص دور المقاتل ويحاول أن يفعل ما يفعله دون إدراك منه. ووجهت عبيد اللوم إلى الآباء والأمهات الذين تركوا أولادهم نهباً للميديا والألعاب العنيفة، وعدم البحث عن البدائل، بل إنهم يقومون بأنفسهم بتقديم هذه الألعاب إلى أطفالهم، موضحة أن ترك الأطفال للميديا يخلق لديهم حالة من العنف، والانعزال، والوحدة، والتمسك بالرأى الأحادى.