جهات مجهولة أفقدت منصب "سفير النوايا" معناه ممارسات اللاجئين العرب فى أوروبا شوهت شكلنا رشدى أباظة تطوع لانقاذى من الغرق فى فيلم "أبداً لن أعود" أولادى يعيشون فى أمريكا.. ويعشقون تراب مصر «الهانم» أمير لقب يلازم «صفية العمرى» منذ ظهورها وتألقها على شاشة الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل «ليالى الحلمية» الذى كتبه الراحل أسامة أنور عكاشة وتولى مهمة إخراجه الراحل اسماعيل عبد الحافظ، نجحت «صفية العمرى» فى تجسيد دور «نازك السلحدار» بمهارة شديدة وبأسلوب بسيط وحضور غير عادى حفرت اسمها بين كبار النجوم، من جديد وبعد سنوات طويلة تعود «صفية» الى «ليالى الحلمية» ويرى كثير من النقاد ان عمل جزء سادس من هذا المسلسل بمثابة مغامرة محفوفة بالمخاطر، وذلك بسبب رحيل المؤلف الأصلى عن الحياة واسناد مهمة الكتابة الى أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين.. ويرى فريق آخر انه من حق الجيل الجديد التعبير والابداع وأن المصادرة مرفوضة. فى البداية أبدت «صفية» رفضها وخوفها من المغامرة لكن بعد تفكير طويل قررت أن تخوض التجربة خاصة بعدما قرأت الورق، وأعجبت بمستوى الكتابة التى وصفتها بالجيدة وتحمل من روح «عكاشة» على حد تعبيرها.. التقينا ب «صفية العمرى» التى تحدثت معنا فى قضايا عديدة مثل دور سفراء النوايا الحسنة وتأثير الفن فى المشهد السياسى ولقائها بالسيدة جيهان السادات ومراحل الانتصار والانكسار فى حياتها الفنية.. وإلى نص الحوار: بداية ألا تعتبرين تقديم جزء سادس من ليالى الحلمية مغامرة؟ - بصراحة شديدة كنت مترددة فى قبول المشاركة فى الجزء السادس من ليالى الحلمية لأننى كنت متأثرة برحيل استاذى اسامة انور عكاشة والرائع اسماعيل عبد الحافظ وزاد الألم بعد فقدان صديقى العزيز ممدوح عبد العليم، أمر صعب أن تعود الى عمل رحل عنه نجومه وصناعه، ولا أبالغ اذا قلت إن أول يوم تصوير مر علىَّ بصعوبة بالغة، كنت مخنوقة جداً وبعد ساعات تمالكت نفسى وقلت إن عزائى الوحيد هو أن الراحلين عن دنيا البشر ذهبوا الى مكان أجمل وأحسن. قدمتِ دور «الهانم» على الشاشة فهل لها وجود فى الواقع؟ - بكل تأكيد الهانم موجودة وحاضرة في مجتمعنا ولا تندهش إذا قلت إن الهانم موجودة بنسبة كبيرة، ومن السهل أن تلمح ذلك بنظرة بسيطة. وما هى الملامح أو السمات الخاصة ب «الهانم» فى مجتمعنا؟ - الهانم.. بتصرفاتها وطريقة ملبسها واحترام مواعيدها، الهانم هى ست لها طلة لافتة للأنظار وسلوكيات منضبطة الى حد كبير.. عندما قدمت شخصية نازك السلحدار تعلمت منها الكثير، ويكفى أننى معروفة ومشهورة فى عالمنا العربى من المحيط للخليج بشخصية «نازك» وهذا هو سبب حماسى لتقديم نفس الشخصية فى الجزء السادس، ويعجبنى فى «نازك» انسانيتها الشديدة واعتزازها بنفسها وشموخها. وهل أعجبك مستوى الكتابة؟ - بالتأكيد أفتقد أسامة أنور عكاشة لكن دون مبالغة أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين قدما ورقاً محترماً وحاولا استلهام روح «عكاشة» ويبقى الحكم من قبل الجمهور هو المعيار الحقيقى لتقييم العمل الذى سيعرض فى شهر رمضان القادم، وأتمنى أن ينال رضا الجمهور وإعجاب النقاد. تردد فى الفترة الأخيرة أنه تم ترشيحكم لأداء شخصية جيهان السادات فى مسلسل طويل.. ما حقيقة ذلك؟ - لم أسمع أى كلام فى هذا الموضوع ويشرفنى طبعاً أداء شخصية جيهان السادات، فهى إنسانة عظيمة وتاريخها مشرف وزوجة مخلصة لبطل الحرب والسلام محمد أنور السادات. وأنا مقتنعة جداً بأهمية مسلسلات السيرة الذاتية لأنها تؤرخ لسياسيين كبار ومبدعين أثروا الحياة الفنية بأعمال مهمة ومحترمة. وهل جمع بينك وبين جيهان السادات لقاء فى يوم من الأيام؟ - ذات مرة شاركت فى الاحتفال بعيد الفن والتقيت بها ودار بينى وبينها حوار قالت لى وقتها: «انتى من البنات الجديدة اللى بتعجبنى» شعرت بسعادة بالغة لأن زوجة السادات متابعة لى ومعجبة بأدائى، فاتنى القول إنه من خلال عملى كسفيرة للنوايا الحسنة بالأم المتحدة التقيت بها أكثر من مرة والحمد لله تربطنى بها علاقة ود.. ولكن أحب التأكيد مرة أخرى أنه لم يعرض علىّ شرف تجسيد شخصيتها فى عمل فنى. منذ متى تم تعيينك فى الأممالمتحدة؟ - أعمل سفيرة للنوايا الحسنة منذ عام 1966، سنوات طويلة مرت ولكنى سعيدة وفخورة بهذا الدور ويجب أن تعلم أننى عملت فى جميع منظمات الأممالمتحدة حتى وصلت إلى منظمة السلام العالمى، وتقوم الأممالمتحدة بدور مهم جداً فى جميع القضايا الإنسانية وقضايا الطفولة واللاجئين. حصول عدد كبير من الفنانين على لقب سفير للنوايا الحسنة أفقد المنصب قيمته أم لا؟ - يجب أن تعلم جيداً أن المصدر الأساسى والرئيسى لتعيين أى شخصية سفيراً للنوايا الحسنة هو مكتب الأممالمتحدة، ومؤخراً اختار المكتب عدداً من نجوم الفن للاستفادة من شهرتهم وحب الناس لهم فى حل الكثير من القضايا الإنسانية، لكن المشكلة أن هناك جمعيات وجهات مجهولة راحت تمنح اللقب لكل من هب ودب وهذا أفقد الحكاية جمالها ومعناه، لذا أرجو أن يدرك الناس جيداً ويعلموا أن مكتب الأممالمتحدة هو الجهة الوحيدة والصادقة فى منح لقب سفير النوايا. من خلال موقعك فى منظمة السلام.. كيف تحكمين على المشهد السياسى العربى؟ - لن أحاول تجميل المشهد ولن أضع كلمات تحمل أكثر من معنى، فالعالم العربى فى حالة يرثى لها ولو تأملت أوروبا سوف تصدم من عدد اللاجئين العرب من سورياوالعراق وليبيا، هناك من هاجر لأوروبا بشكل شرعى وآخرون هاجروا عبر البحر بشكل غير شرعى، الكارثة أن هناك لاجئين عرب يقومون بجرائم وأفعال غريبة تفقد الأوروبيين التعاطف معهم، فقد أخبرتنى سفيرة زميلة بالأممالمتحدة أن هناك شباباً عربياً قاموا باغتصاب عدد من الفتيات فى فنلندا وهذه الممارسات الغريبة تخصم من رصيدنا كعرب وتجعلنا دائما صورتنا سيئة، باختصار يجب أن نجمل صورتنا كعرب ونتخلص من كل الأشياء التى لا تليق بعروبتنا وديننا الاسلامى. معنى كلامك أنك تلقين باللوم على العرب بسبب نظرة الغرب للاسلام؟ - نعم نحن مسئولون عن نظرة الغرب السيئة للاسلام، العنف الذى يمارسه الاخوان فى مصر ضد الابرياء ورجال الجيش والشرطة، داعش فى العراقوسوريا كل هذه النماذج تصدر للعالم نظرة سيئة عن الاسلام، فقد بدأ الكثير من الغرب يصفون الاسلام بأنه دين العنف والارهاب، آن الأوان أن نعترف بالاخطاء ونحاول التصحيح من خلال الخطباء فى المساجد والمبدعين فى الادب والتمثيل، يجب أن نسعى جاهدين لتصحيح صورة الاسلام لأنه دين الحب والتسامح والخير. وهل تؤمنين بقدرة الفن على التأثير فى المشهد السياسي؟ - بكل تأكيد أنا مؤمنة بقدرة الفن على التغيير والتأثير، ولكنه بشرط أن يكون فناً هادفاً ويتبنى قضايا مهمة ويرتقى بذوق المتلقى، الفن بكل تأكيد هو القوة الناعمة التى تستطيع التغيير، لذا أنصح بعمل أفلام عن الاسلام الصحيح وعن تعزيز قيمة الانتماء للوطن وعن دعم الوحدة الوطنية. ما هى أقسى لحظات مرت على صفية العمري؟ - أقسى لحظة مرت علىَّ كانت أيام ثورة يناير عندما شاهدت الحريق يلتهم المؤسسات وعندما كانت النار فى المحلات، أنا مصرية حتى النخاع أحب بلدى وأشعر بالغيرة عليها لذا كنت أدعو ربى دائما أيام الثورة أن تمر أيام الثورة بسلام وأن يعود الاستقرار لبلدنا التى تستحق منا جميعاً كل الحب والتقدير. وماذا عن الشىء الذى تشعرين أمامه بالضعف وتحنين إليه دائما؟ - أنا أشعر بالضعف الانسانى تجاه أولادى.. أشتاق الى حضنهم دائما وأتمنى أن أعيش بجانبهم طوال الوقت، أعيش من أجل أولادى وأحفادى.. وبالمناسبة لى ولدان ويقيمان فى أمريكا وعندما يكون أمامى اجازة طويلة من شغلى أسافر اليهما وأستمتع بالحياة معهما، على فكرة ابنى الكبير يعمل فى مجال الجرافيك لذا هو قريب من مجالى جداً وتجمع بينى وبينه نقاشات طويلة ومستمرة عن حال السينما. بمناسبة السينما.. كيف ترين الصورة التى تبدو عليها الآن؟ - توجد حالة انتاج محددة ولكن ليست هذه السينما المصرية كما كنا نراها فى الماضى.. أين كم الأفلام وأين المحتوى الجيد، افتقدنا كتاباً كباراً أثروا السينما مثل يوسف ادريس والسباعى ونجيب محفوظ كانوا يقدمون روايات رائعة، كما فقدت السينما المصرية جماليات الصورة، لماذا لا يعود الكتاب الى تقديم الصورة الحلوة عن مصر، عن فقد تعلمت دول شمال افريقيا العربى من السينما المصرية لذا أحلم وأتمنى أن أجد كتابة جيدة ومتطورة. عندما تجلسين مع نفسك ما الذكرى التى تداعب خيالك دائما؟ - عندما أسترجع ذكرياتى أتعجب مما وصلت له فلم يكن من بين أحلامى أن أكون ممثلة فى يوم من الأيام.. فقد كنت أتمنى أن اصبح مذيعة والتحقت بالتليفزيون وبعد اجتياز الاختبارات شاركت فى برنامج آخر ساعة ورشحنى رمسيس نجيب للعمل كممثلة ومنذ هذه اللحظة تغير طريقى، ولا يفوتنى القول إننى كنت عازفة كمان محترفة. وكيف ترين المشهد الاعلامى الآن؟ - الإعلام فى بلدنا يلقى الضوء على حاجات مستفزة وحاجات اخرى مثيرة للأعصاب. وما تقييمك لأداء التليفزيون المصري؟ - ضوء التليفزيون المصرى خافت وفى حاجة ماسة لخطة تطوير كبيرة حتى يسترد ضوءه وتميزه. أعرف جيداً أن علاقة طيبة كانت تجمع بينك وبين رشدى أباظة.. اذكرى لنا موقفاً طريفاً بينكما؟ - افتكر موقف طريف جداً، كنت أعمل معه فى فيلم «أبداً لن أعود» وكان هناك مشهد يتطلب منى إنقاذ طفل من البحر، سألنى رشدى أباظة تعرفى تعومى قلت له لا.. فطلب من الانتاج أن يتصلوا عليه حتى يستيقظ من النوم حتى يتابع تصوير المشهد الذى كان يتم تصويره فى الفجر، ولم يهتم الانتاج بالموضوع وكنت «هغرق» فعلاً.. وعندما علم ثار وغضب ووجه لوماً كبيراً للقائمين على الاخراج والانتاج، كان انساناً رائعاً الله يرحمه. ما الذى تتمناه صفية العمرى الآن؟ - أتمنى الاستقرار والسلام لبلدى وأثق فى قدرة الرئيس السيسى على العبور ببلدنا الى بر الأمان، ولكن أرجو من الناس الصبر عليه لأنه ورث تركة ثقيلة جداً.