أكدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن هناك توقعات واسعة بفوز حزب النهضة الإسلامى التونسى فى انتخابات المجلس التأسيسى الذى سيعيد كتابة الدستور فى تونس المقرر إجراؤها فى 23 أكتوبر الجارى. وذكرت الصحيفة أن رشيد آل الغونشى رئيس حزب النهضة التونسى كان قد استمر فى دعوته لمدة أكثر من ثلاثة عقود إلى أن التعددية والديمقراطية والإسلام فى تونس متناغمين، ولكن الآن فى حين أن بلده تواجه أول انتخابات بعد الثورات العربية فى يوم الأحد المقبل، فإن الغنوشى يواجه الآن الحساب بين مبادئه ونواياه، على حد تعبير الصحيفة. وأعلن الغنوشى بجرأة أن حزب النهضة سيفوز بالأغلبية فى الانتخابات التى تنافس فيها أكثر من 80 حزبا لاختيار الجمعية المكلفة بصياغة الدستور التونسى التى كانت واحدة من دول العالم العربى الأكثر قمعا. وأشارت الصحيفة إلى أن فوز حزب النهضة فى الانتخابات سيكون واحدا من أهم الانجازات المذهلة لحزب إسلامى فى العالم العربى منذ عام 1992 عندما قام الجيش فى الجزائر بحرمان أى حزب دينى هناك من الفوز فى الانتخابات زاعما بأن أى انتصار انتخابى شبه مؤكد لحزب إسلامى سيشعل حربا أهلية. وقالت الصحيفة إن العلمانيين فى تونس يشعرون بالقلق تجاه الانتخابات المقبلة، لأن فوز حزب النهضة من شأنه جعل القوانين المتعلقة بالزواج والطلاق والميراث أكثر رجعية وتنازلا، ويشجع أو يعكس المحافظة على الثقافة المتنامية فى العالم العربى. وأضافت الصحيفة أن كثيرا من النقاد يشعرون بالقلق أيضا من الديمقراطية فى تونس، لأنها ستكون بمثابة أداة للإسلاميين لتقديم نوع آخر من التعصب، على حد زعم الصحيفة.