سادت حالة من الخوف الشديد بين أولياء أمور التلاميذ ،وخصوصا ممن هم في المرحلة الابتدائية، في مختلف أحياء العاصمة المصرية القاهرة، وامتنع عدد من الأسر عن إرسال أبنائهم للمدارس خوفا من تعريض حياتهم للخطر، فيما قررت كثير من الأمهات من ربات البيوت المرابطة أمام أبواب المدارس حتى ينتهي اليوم الدراسي للتصدي بأرواحهن لأي عدوان محتمل على أي مدرسة. فمع وقوع المصادمات الدامية الأخيرة التي شهدتها منطقة ماسبيرو واندساس عدد من مثيري الشغب بين المتظاهرين لتتحول الأحداث إلى مجزرة راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات المصابين على النحو الذي شهدته البلاد منذ عدة أيام، وكذا تردد شائعات عن عودة انتشار البلطجية الذين يثيرون الذعر بين المواطنين عبر اقتحام المدارس، تحول حي شبرا الشعبي الأكثر اكتظاظا بالسكان إلى منزل رعب كبير في أعقاب أحداث العنف التي دارت بين بعض الخارجين على القانون وضباط وجنود قسم روض الفرج. حيث انتشرت شائعة عنيفة عن أن تبادل إطلاق النار تم على خلفية محاولة المجرمين اقتحام عدة مدارس بالحي لترويع الأطفال، مما دفع الأهالي للاندفاع إلى المدارس للاطمئنان على أبنائهم، وعندئذ اكتشفوا أنهم وقعوا ضحية أخبار كاذبة مغرضة بعدما تبين أن المطاردة كانت على خلفية مهاجمة البلطجية لقسم روض الفرج انتقاما لأحد المسجلين خطر الذي تردد مقتله برصاص أحد ضباط الشرطة. بينما تحول شارع بديع بروض الفرج إلى ثكنة عسكرية وصلت تعزيزات قوات الأمن فيه إلى 7 عربات تابعة للأمن المركزى بالإضافة إلى 3 عربات مدرعة تابعة للقوات المسلحة، فيما قام أصحاب المحال التجارية بإغلاقها تحسبا لتجدد الاشتباكات. أمهات مرابطات ورغم ثبوت كذب خبر اقتحام البلطجية للمدارس إلا أن هذا لم يكن بردا وسلاما على قلوب أولياء الأمور بل إنه زاد الطين بلة بعد اتساع نطاق المخاوف من امتداد هذه الأحداث لمدارس أبنائهم ولو من باب تكدير الأمن العام على أيدي البلطجية. تقول أم علي، لن أغادر باب المدرسة حتى أعود بإبني للمنزل.. فكيف أتركه عرضة للخطر خصوصا مع عدم وجود عسكري واحد أمام مجمع المدارس بشبرا؟! وتضيف: منذ فترة كنا نشعر بالأمان عندما نشاهد عربات الشرطة تجوب حول المدارس أما اليوم فلا توجد حتى سيارة واحدة. أما وفاء.. فتطالب الأجهزة الأمنية بتعيين حراسة قوية حتى على المدارس الابتدائية التي لا يوجد فيها سوى فراش يتولى فتح الباب لأي أحد يطرق الباب ؟ وتتساءل: هل هذا يكفي لتأمين فلذات أكبادنا؟ وتصر هي أيضا على انتظار طفلها أمام باب المدرسة لتطمأن عليه بنفسها. وكان عدد من "البلطجية" والمسجلين خطر، قد هاجموا عدة مدارس في محافظة بني سويف في نهاية الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد، الأمر الذي دفع أهالي الطلاب إلى التوجه إلى مدارس أبنائهم لحمايتهم، وقاموا بتمشيط المناطق المحيطة بالمدارس للبحث عن البلطجية، فيما أغلقت المدارس أبوابها رافضة خروج الطلاب قبل التأكد من هوية أولياء الأمور. حيث شهدت مدرسة عليه رشدي الإعدادية بنات ببني سويف، اقتحام بعض البلطجية والمجهولين المدرسة وأثاروا الذعر بين الطالبات وهيئة التدريس، وقاموا بسرقة عدة تليفونات محمولة خاصة بالمدرسات، وقامت إدارة المدرسة بصرف الطالبات خوفا على حياتهن، فيما شهدت مدرسة الثانوية الرياضية بنات، ومدرسة السلام الإعدادية بنات، هجوم بعض من البلطجية على الطالبات للاستيلاء على أجهزة المحمول، والتحرش بهن، واستعانت مديرة المدرسة بقوات الشرطة والجيش، التي حضرت وقامت بتمشيط المنطقة. كما حاول بعض البلطجية الهجوم على مدرسة التجارة المتقدمة بنات، نظام الخمس سنوات، مما أثار الذعر بين الطالبات. وتدافع أولياء الأمور على مدرسة الزهراء الابتدائية المواجهة لمدرسة التجارة المتقدمة، وقاموا بإخراج أبنائهم رغم عدم انتهاء اليوم الدراسي. وانتشرت حالة من الذعر والرعب بين مدارس بني سويف بعد هذا الهجوم، وقامت بعض المدارس بإخلاء المدارس من الطلبة، خوفا على أرواحهم، كما تجمهر أولياء الأمور أمام عدد من المدارس الأخرى لإجبار إدارتها على إخلائها وصرف أولادهم خوفا على حياتهم. وقبل نحو أسبوعين تعرضت مدرسة سانت كاترين بشبرا لهجوم من قبل مجموعة من البلطجية حاولوا اقتحام المدرسة للاستيلاء على بعض ممتلكاتها وسرقة حلي الأطفال إلا أن أهالي المنطقة تمكنوا من التصدي لهم ومساعدة المدرسين والعاملين بالمدرسة، وكان هذا هو الهجوم الثاني في نفس اليوم الذي تتعرض له مدرسة أطفال بعد مدرسة أبو الهول بالهرم.