من بين مئات الحملات المجتمعية التي تم اطلاقها في مصر وسمعنا بها وعنها اعتقد ان حملة «ركز» هي أهمها جميعاً. منذ أسابيع قرأت عن مجموعة شباب قرروا اطلاق هذه الحملة التي تهدف الي التوعية العامة حول اختيار المواطن للمرشحين في الانتخابات. تمنيت وقتها أن ينجح هؤلاء الشباب في هذا الهدف الهام جداً. وبالامس عرفت ان حملة «ركز» بدأت بالفعل عبر حملة اعلانية مليئة بالارشادات للناخب. هذا ما نحتاج إليه. لقد غيرنا رأس النظام ومازال أمامنا عمل طويل لاقتلاع جذوره وأنا لا أتحدث عن الفلول بل عن الفكر الخاطئ تماماً في المجتمع المصري ونظرته للمرشحين. دعونا نصارح بعضا. عضو مجلس الشعب أو الشوري مهمته التشريع والرقابة والتدخل أحياناً في المشاكل العامة لتوضيح وجهة نظر دائرته أو خدمة أهلها. وهذا معناه أن عضو مجلس الشعب ليس بوسطجي واسطة ولا زكيبة فلوس. الذي حدث في السنوات السابقة ان الحزب الوطني قرر اعطاء ميزة لنوابه الفشلة حتي يسكت الناس عنهم ويتقبلوهم علي اعتبار ان بأيديهم حل كل المشاكل. والنتيجة ان عضو مجلس الشعب أصبح المتحكم في التعيينات بالواسطة ومطالب بدعم طلبات الشقق والحصول علي قرارات العلاج ودعم أي زواج واعطاء راتب للفقراء وادخال الاطفال الحضانة بعد الحصول علي استثناء من شرط السن من الوزير ولا بأس أيضاً من خروجه فجراً للتوسط في أقسام الشرطة لاطلاق سراح بعض الشباب الذي تم ضبطه يتعاطي المخدرات.. هذا هو الدور الذي رسخه النظام لأعضاء البرلمان ووجد فيه الناخب فرصة لتخطي النظام الاداري الفاشل... وارتضي الجميع بذلك لسنوات طويلة. طوال سنوات تواجدي في البرلمان لم يناقشني سوي عدد قليل جداً في التشريعات التي تصدر وأناقشها. لم أشعر أن أحداً تابع طلبات الاحاطة أو الاستجوابات التي قدمتها وكاد أحدها أن يؤدي الي قتلي... هذا كله مش مهم، المهم هو تعيين الابن وزواج الابنة وعلاج الزوجة وترقية الأب. رأيك مش مهم، فكرك مش مهم، معارضتك مش مهم... المهم هو المصلحة المباشرة لان البلد خربت. ولذلك كان صاحب رأس المال يفوز بسهولة... ومعظم الذين يهتمون بالانتخابات والناخب من طبقة تحتاج الي الانصاف والي الواسطة والي المال. حملة «ركز» من أهم الحملات لتوعية كل مصر. وأنا لا أعلم مدي شعور القائمين عليها بأهميتها. ولكني أشكرهم علي هذا التفكير وأوجه دعوتي لاصحاب الرأي ورجال السياسة الذين يرعون هذا الفكر الاعوج المستمر للانضمام الي هذه الحملة وتحويلها الي حملة قومية عامة وشاملة. وأعلن انني أول متطوع بالوقت والمال والجهد هذا أفضل استثمار لمصلحة مصر. المجتمع لم تكن عنده فرصة ليتعلم ويتثقف. ومهمتنا اليوم أن نفعل ذلك. والنشاط في فترة الانتخابات ليس كافياً، هذه الحملة يجب أن تستمر حتي موعد الانتخابات القادمة في 2015... اختيار النواب وأعضاء المجالس المحلية وأي قيادة في أي انتخابات يجب أن تتم علي أساس سليم... أرجوكم التركيز... «ركز» حتي تنقذ مصر. «ركز» حتي نخرج من هذا النفق المظلم... أرجوك.