بعدما يقرب من أربعة أشهر من انعقاد مجلس النواب، شهدت شدًا وجذبًا بين أعضاء المجلس بشأن اللوائح والقوانين التى ناقشها المجلس، اختفى عن الأنظار بعض النواب الذين لم تسنح لهم فرصة الظهور على الساحة البرلمانية، نظرا لعدم إعطاء الكلمة لهم، ليبقوا صامتين تحت القبة. ويأتى على رأس الشخصيات التى التزمت الصمت فى المجلس النائبة لميس جابر، المعينة فى البرلمان، والتى لم تدل بأى تصريحات أو تعليقات على تقارير البرلمان وكذا اللائحة الداخلية له، فقد آثرت جابر الصمت بعد تصريحاتها النارية بشأن ثوار 25 يناير وتأكيدها أن ما حدث فى يناير سلوك غريب وليست ثورة، وهو ما أدى إلى موجة من الهجم عليها. وفى ركاب اختفاء النواب المعينين عن الأضواء، جاء أيضا النائب أسامة الأزهرى، والذى لم يدل بأي تصريحات أو تعليقات على قرارات المجلس وجلساته منذ تعيينه، حيث اكتفى النائب منذ تعيينه، بإصدار بيان لوسائل الإعلام عن العلاقة الوثيقة التى تربط مصر بالمملكة المغربية، وذلك عقب عودته من المشاركة فى المؤتمر الذى نظمته وزارة الأوقاف المغربية بالتعاون مع منتدى تعزيز السلم، دون أى تصريحات إعلامية، حرصا منه على عدم حدوث لغط بشأن أى تصريح يدلي به فى وسائل الإعلام، الأمر الذى كشف عن مسعى الأزهرى تجنب الوقوع فى أى لغط أو صراع مع أى شخصيات عامة. كما اتبع الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو البرلمان، الصمت بعد عدم فوزه بمنصب رئيس المجلس خلال الانتخابات التى أجريت داخل ائتلاف «دعم مصر» على خلاف سعيه الدائم قبل تلك الانتخابات، وظهوره فى وسائل الاعلام المختلفة للحديث عن المجلس ودوره، حيث آثر عدم إبداء رأيه فى أى من الأمور التى ناقشها المجلس. وجاءت النائبة آمنة نصير، عضو المجلس عن ائتلاف «دعم مصر»، ضمن تلك القائمة، وإن اختلف منهج النائبة عن باقى النواب الآخرين، حيث نأت بنفسها عن الإعلان عن أي موقف بعينه من المجلس وآرائه تحت القبة ،فيما أخذت تسجل موقفها عبر وسائل الاعلام والتى كان آخرها موقفها من جلسة مناقشة مواد مشروع اللائحة الجديدة للمجلس، وكذا موقفها من تهديد النائب مرتضى منصور للنائبة هالة أبوالسعد والتى أكدت فيها «أن منصور له بعض المداخلات بها الكثير من الفجاجة وعدم اللياقة، لا تليق بالحوار مع بعضنا البعض فى البرلمان، ولو عمل معى ذلك سأرد عليه بعشرة أمثاله، ولكن لا أحب أن أنزلق لهذا الموقف ولذا أنا أتجنبه». جاء هذا العزوف بعد إعلان رئيس الجمهورية أسماء النواب المعينين، ومن ضمنهم المستشار بهاء أبوشقة الذى أصبح رئيس الجلسة، عقب ما أثير بشأن ترؤسها الجلسة الأولى قبل انتخاب الدكتور على عبدالعال رئيس المجلس، كونها أكبر الأعضاء سنًا، حيث خرجت بعدها تطلق تصريحاتها النارية تجاه حزب النور ونوابه، بإيقاف الجلسة وطردهم إذا خرجوا عن أداء القَسَم الدستورى. وكشفت الدراسة التي أعدها المركز الوطني للأبحاث والاستشارات البرلمانية لتقييم أداء النائبات تحت قبة البرلمان، أن 292 نائبا تحدثوا فقط تحت قبة البرلمان فى هذه الفترة من بينهم 37 نائبة بواقع 12% من إجمالى المتحدثين، ومن أهم هؤلاء النائبات «أنيسة حسونة وسوزى ناشد» اللتان حصلتا على المركز الأول فى عدد الكلمات. وأوضحت الدراسة أن أكثر النائبات التى تحدثت النائبة أنيسة حسونة، والنائبة سوزى عدلى، حيث حققتا المركز الأول من حيث عدد الكلمات بواقع خمس مرات، يليهما مايسة عطوة بأربع مرات، أما النائبة منال ماهر، سهير عبد الرحيم، نادية هنرى، نشوى الديب، فقد تحدثن ثلاث مرات، وحصلت على المرتبة الأخيرة شيرين فراج، هالة أبو على، هند قبارى، عبير حفنى، مرفت مطر، نعمة قمر بالتحدث مرتين خلال هذه الفترة. ويعتبر محمود بدر من أهم الشخصيات التى لم تظهر ليتناقش أو تعرض موقفا فى أى من القوانين والقضايا التى ناقشها البرلمان خلال جلساته، وهو ما جاء عقب الواقعة الشهيرة بينه وبين أهل دائرته والتى ظهرت فى مشادة مع أحدهم ومطالبته له بأن يناديه ب«سيادة النائب»، وبعد شهر من الأزمة جاءت تصريحات النائب لتصحيح الأمر، وإعلانه حل أزمة الصرف الصحى بدائرته بعد موافقة وزير الإسكان على إنشاء محطة صرف صحى لهم.