ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أن اتفاقية التجارة الحرة التى وقعت عليها الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية مؤخرا والتى اعتمدها الكونجرس الأمريكى بعد فترة مباحثات طويلة، تواجه تحديا سياسيا شديدا وانفعالا بين الأحزاب فى العاصمة الكورية سيول. وأوضحت الصحيفة أن الصراع السياسى فى كوريا الجنوبية بدأ يظهر ويلوح فى الأفق على خلفية طلب "الحزب الديمقراطى"، الذى يعد أكبر أحزاب المعارضة فى سيول، إعادة التفاوض الجزئى بشأن اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى أن دعوة الحزب الديمقراطى لإعادة النظر فى جزئية من الاتفاقية تأتى كلمحة بارزة فى الوقت الذى تُجرى فيه الانتخابات الفرعية فى كوريا الجنوبية، بينما تستعد "الجمعية الوطنية" للتصديق على الاتفاقية. وقال هاهم سونج ديوك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كوريا الجنوبية:"هذا هو الموسم السياسى، لدينا انتخابات البلدية يوم 26 أكتوبر الجارى، وبالتالى فإن المعارضة تريد أن تجعل من اتفاقية التجارة الحرة مسألة حاسمة". وقالت الصحيفة إن مجلس الشيوخ الأمريكى وافق يوم الأربعاء الماضى بأغلبية ساحقة على اتفاقية التجارة الحرة المكونة من 1259 صفحة والتى كان قد تم التوقيع عليها بين سيول وواشنطن فى عام 2007، ولكن كانت الاتفاقية قد ضعفت حالتها فى الكونجرس بسبب مخاوف من تأثير الاتفاقية على قطاعات تجارية معينة مثل صناعة السيارات والزراعة. وأوضحت الصحيفة أنه من المقرر أن تساهم اتفاقية التجارة الحرة في تخفيض أو القضاء على مجموعة كبيرة من الحواجز التجارية بين الولاياتالمتحدة وبين كوريا الجنوبية، مما يفتح المجال لنطاق واسع من السلع والخدمات. ومن المقرر أيضا أن تضيف الاتفاقية ما يبلغ نحو 12 مليار دولار أمريكى سنويا إلى إجمالى الناتج المحلى الأمريكى البالغ 14.7 تريليون دولار أمريكى، وفقا لمفوضية التجارة الدولية بالولاياتالمتحدة. وبالمثل، قدّر معهد كوريا للسياسة الاقتصادية الدولية أن اتفاقية التجارة ستزيد من إجمالى الناتج المحلى فى كوريا الجنوبية البالغ واحد تريليون دولار أمريكى بنسبة 5.7 فى المائة، وتوّلد 350 ألف فرصة عمل جديدة فى سيول.