بعد أكثر من نصف قرن على فشل مشروع الوحدة المصرية - السورية، يكاد حلم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن يتحقق مرة أخرى على طريقة تنظيم القاعدة الارهابى، على يد أحمد سلامة مبروك الذراع اليمنى لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى. ظهر «مبروك»، مجددًا بعد اختفائه من مصر عقب الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، فى سوريا محتلًا مكانًا قياديًا فى جماعة النصرة السورية، التابعة لتنظيم القاعدة. جاء ظهور «مبروك» فى فيديو جديد لجبهة النصرة السورية التابعة لتنظيم القاعدة. ويحمل الفيديو اسم «ورثة المجد». كان مبروك قد حُكم عليه بالسجن المؤبد فى قضية «العائدون من ألبانيا»، وخرج من السجن بعفو رئاسى صادر من مرسى. ويشتهر «مبروك» باسم أبوالفرج المصرى، وهو حاليًا أحد القياديين البارزين فى مجلس شورى جماعة النصرة السورية. وشن «مبروك» خلال الفيديو الجديد هجومًا كاسحًا على الديمقراطية، ووصفها بأنها شكل جديد من أشكال الاستعمار. وزعم «مبروك» أن ما اسماه «الجهاد» فى سوريا هو الحل الوحيد بعد فشل الطرق السلمية. وكان «مبروك» قد ألقى القبض عليه عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981 وخرج من السجن بعد قضاء عقوبة الحبس لمدة سبع سنوات. وسافر مبروك الى أفغانستان عام 1989 وانضم الى تنظيم القاعدة، وأصبح من المقربين من أيمن الظواهرى وشقيقه محمد الظواهرى، حيث تولى «اختيار الجهاديين - انتحاريين - القادرين على تنفيذ عمليات عسكرية فى مختلف أنحاء العالم، تحت الإشراف لمباشر لمحمد الظواهرى». وفى عام 1998 جرى اعتقال مبروك، وتسليمه الى مصر، خارج أحد مطاعم مدينة باكو عاصمة اذربيجان. وتمكن عملاء المخابرات الأمريكية من الاستيلاء على جهاز كمبيوتر مع مبروك يحوى تفاصيل كاملة حول هيكل تنظيم القاعدة وأسماء عناصر التنظيم فى أوروبا. وأكدت تحريات جهاز الأمن الوطنى فى تحقيقات النيابة فى القضية المعروفة ب«أنصار بيت المقدس الثالثة»، التى حملت رقم 857 لسنة 2014 أن «المتهم شكل تنظيم أنصار بيت المقدس بهدف الثأر الشخصى من أجهزة الأمن خصوصا بعد أن اعتقلته أجهزة سيادية خلال تواجده فى أذربيجان عام 1998 واعتقاله لمدة حوالى عام قبل محاكمته فى قضية العائدون من ألبانيا». كما أكدت تحريات الأمن الوطنى أن «مبروك» عقب خروجه بعفو رئاسى خلال عهد مرسى «تواصل مع عدد من الجهاديين ودمج مجموعات من تنظيم التوحيد والجهاد، وكتائب الفرقان، وتنظيم الرايات السوداء، من أجل تشكيل منظمة أنصار بيت المقدس» التى كانت تتبع تنظيم القاعدة بقيادة الظواهرى قبل حدوث انشقاق بها وتحول عدد من عناصر التنظيم الى تبعية تنظيم داعش.