يحمل عيد الأم ذكريات لا تُنسى، عندما نعود إلى الماضى الجميل نتذكر أول أم للإذاعيين صفية المهندس، الصوت الذى حرك المياه الراكدة فى المجتمع المصرى، وأثبتت كفاءتها لتفتح الباب المغلق للمرأة لدخول عالم الإذاعة والتليفزيون، أطلق الإعلاميون عليها «أم الإذاعة المصرية»، فهى أول صوت نسائى ينطلق عبر الميكروفون، وقدمت أول برنامج عن المرأة العاملة، واشتهرت المهندس ببرنامجها الشهير «ربات البيوت» التى كانت تنتظره الأسرة المصرية والعربية كل صباح ليتدفق صوت صفية عذباً رقيقاً، يلم شمل الأسرة المصرية، فتصنع حالة حب بينهم، وتنطلق عائلة مرزوق فندى معبر عما يدور فى البيوت المصرية، ويتخلل البرنامج اسكتشات اجتماعية سريعة متقنة. بالإضافة إلى برنامج «الخير والبركة» المخصص لكبار السن، وتعد المهندس رائدة الإذاعة المصرية وإحدى أبرز مقدمات البرامج فى تاريخها، ولدت صفية فى الثانى عشر من ديسمبر عام 1922 بحى العباسية بالقاهرة، والدها زكى بك المهندس كان عميداً لكلية دار العلوم ونائباً لرئيس مجمع اللغة العربية وشقيقها الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس، تزوجت بابا شارو. وحصلت «المهندس» على لقب أم الإذاعيين ولقد أقيم لها احتفال كبير بمناسبة حصولها على هذا اللقب، وكانت سعيدة جداً بلقب ماما صفية، وبمناسبة عيد الأم يجب أن تعيد الإذاعة المصرية برنامج «إلى ربات البيوت» كوفاء لامرأة صنعت نسيج المحبة لدى الأسرة المصرية، كانت مثالاً للوفاء لزوجها بابا شارو فبعد رحيله كانت تتصل بنا فى الإذاعة لإقامة برامج لتخليد ذكراه وأرجو من أولادها الإذاعيين أن يذكروها دائماً فى ذكراها. دخلت أخبار الإذاعة 1945 تحت إشراف الإذاعى الكبير محمد محمود شعبان أو «بابا شارو» الذى أجازها كمذيعة بالإذاعة، وبعدها كانت الانطلاقة الكبيرة لمسيرة الإعلامية رائدة الإذاعة المصرية، حيث بدأت بنجاحات متتالية، كمذيعة للهواء وبعد عامين أصبحت مسئولة عن ركن المرأة فى الإذاعة المصرية ومديرة لبرامج المنوعات، ثم مديرة البرنامج العام وتدرجت فى العديد من المناصب القيادية بالإذاعة قبل أن تتولى رئاسة الإذاعة، كأول سيدة تتولى هذا المنصب المهم فى السابع والعشرين من عام 1975 حتى عام 1982 لبلوغها سن التقاعد، غير أن علاقتها بالميكروفون لم تنقطع بإحالتها للتقاعد، فاستمرت فى تقديم برامجها الشهيرة حتى رحيلها عام 2007.