عيد الأم من المناسبات التى ينتظرها أغلب طوائف المجتمع المصرى لما تمثله من أهمية خاصة وفرصة للتعبير عن الحب وتقديراً لما قدمته الأم من تضحيات فى سبيل رعاية الأبناء والحفاظ عليهم.. ولم لا وهى كما شبهها شاعر النيل حافظ ابراهيم «الأم مدرسة إذا اعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق» والذى لم يكن يتخيل أنه سيأتى زمن تحولت فيه قلة شاذة من بعض الأمهات إلى قتلى ومعذبين وبائعين لأولادهن من أجل عشيق أو لتقديمهن لراغبى المتعة الحرام.. أمهات تجردن من كل معانى الشرف والكرامة والانسانية.. أمهات تبدلت قلوبهن إلى حجارة.. أمهات متوحشات حولن الحضن الدافئ إلى مقبرة لدفن «الضنا» ومن منطلق أن لكل قاعدة شواذ وحول تلك القلة المستحدثة على مجتمعنا المصرى .. كان التحقيق التالي: فى مصر بعض الأمهات غير جديرات بحمل هذا اللقب ويؤكد صدق ذلك ارتفاع معدلات قتل أمهات لأطفالهن والتى تكررت وانتشرت منذ عدة سنوات واحتلت مساحات كبيرة فى الصحف والقنوات وتؤكدها محاضر أقسام الشرطة والمحاكم وتنوعت ما بين القتل والذبح والتعذيب والرمى فى أكوام القمامة.. الأمثلة كثيرة ومتنوعة منها على سبيل المثال: الأم التى اشتركت مع عشيقها فى قتل أطفالها الثلاثة بعد أن شاهدوهما فى وضع مخل.. وأخرى حولت ابنها الشاب إلى قواد يجلب الزبائن للأم ذاتها وبناتها شقيقاته بعدما أغرقتهن فى مستنقع الرذيلة وحولتهن إلى سلعة تباع وتشترى من أجل المال.. وأم أخرى تفضل عشيقها على ابنتتها وزوجها وتقوم باختطاف الابنة وابتزاز الزوج ليدفع مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحها ثم تعطى هذه الأموال للعشيق.. وفى أبشع جرائم الأمهات من أجل عينى العشيق.. الطفلة «نور» 14 سنة ضحية والدتها التى تحولت إلى وحش كاسر فتك بها بعدما شاهدتها الطفلة فى وضع مخل مع جارها وهددت بإبلاغ والدها فاستدرجتها الأم وكتمت أنفاسها فى برميل مياه ثم دفنتها وسط زراعات محافظة الغربية خوفاً من افتضاح أمرها.. ومنهن أيضاً تلك الأم من حى الدرب الأحمر والتى ساعدت عشيقها على اغتصاب ابنتها وساومته عليها وقدمتها له فريسة بعدما شاهدتها الابنة فى حضنه وفى منزله وصرحت لها بذلك فخططت للتخلص منها أو كسر نفسها باصطحابها بدعوى زيارة صديقة مريضة وكان الذئب العشيق ينتظرها وبالفعل اغتصبها وبمباركة تلك الأم.. وهناك أيضاً ما شهدته مدينة العريش بالعثور على جثة طفل لم يتجاوز ال 6 سنوات دفعته أمواج البحر، التحريات أكدت قيام والدته باعطائه زجاجة مياه غازية تحتوى على دواء مخدر قوى المفعول وبعد مفارقته للحياة حملته وعشيقها وكان احد الباعة المتجولين وقذفا به فى البحر. الخلافات الزوجية وهناك أيضاً.. أمهات قتلن أولادهن لأسباب متنوعة لم يكن فيها العشيق قاسم مشترك.. منهن تلك الأم -ربة منزل التى قتلت طفلتها ذات ال 3 سنوات وألقتها خللف مستشفى «آل سليمان» التخصصى بمحافظة بورسعيد انتقاماً من زوجها بعد نشوب مشادة بينها اتهمها على اثرها بسوء سلوكها فقامت بتعذيبها وكسر جمجمتها وضلوعها حتى لفظت أنفاسها. وبسبب الخلافات الزوجية أيضاً قتلت أم وتدعى دعاء السيد إبراهيم ابنتها البالغة من العمر 3 أشهر بكتم أنفاسها بقطعة قماش داخل أحد مساجد الاسكندرية وقامت بتسليم نفسها لقسم شرطة أول الرملة وهى تحمل جثة طفلتها.. ولنفس الخلافات الزوجية قامت أم بذبح طفلتيها بمنطقة الهرم.. ومن الهرم إلى كفر الشيخ قامت أم بقتل طفلتيها خنقاً بالوسادة، أحدها من ذوى الاحتياجات الخاصة بسبب معايرة الاطفال لها بسبب اعاقتها وبعدها طالبها الأب بعدم ذهاب ابنته الكبرى إلى المدرسة. وتنوعت جرائم الأمهات أيضاً لمن قامت بإلقاء طفلها حديث الولادة من نافذة أحد حمامات مستشفى طنطا الجامعى وهربت إلى الأم التى تركت ابنها ذا ال 3 سنوات لمدة 10 أيام بمفرده فى المنزل ليموت جوعاً بينما مضت فى طريقها إلى المنيا مع عشيقها.. والأبشع كان اغتصاب جد لحفيدته ذات العام ونصف ثم قامت الام باغراق طفلتها فى البستلة خوفاً من ان يلحقها العار وجدها خاصة بعد انفصالها عن زوجها وتهديد أبيها الدائم بالقاء ابنتها بأحد الملاجئ لادعائه ضيق الحال.. فاصابها حالة من اللاوعى قتلت بسببها طفلتها. بلا قلب وإذا كان ما سبق جرائم ارتكبت بفعل فاعل فهناك أيضاً جرائم أخرى ترتكبها الأمهات ولكن بدون قصد.. ففى مدينة نصر خرجت أم لشراء حاجياتها وتركت طفلها ذا ال 3 سنوات بالمنزل وعند عودتها وجدته محترقاً بسبب تسرب غاز البوتاجاز للشقة.. وفى حى امبابة تزدهر عادة سيئة قلما تخلو منها معظم الأحياء الشعبية وتتمثل فى ترك بعض الأمهات اولادهن فى الشارع إلى ما بعد نصف الليل مما يجعلهم عرضة للخطف وهو ما حدث بالفعل اذ تم اختطاف 5 اطفال فى شهر واحد، بينما فى مدينة 6 أكتوبر انشغلت الام باعداد الطعام داخل المطبخ بينما لقى وحيدها 4 سنوات مصرعه بالسقوط من الطابق السادس عندما كان يلهو على أريكة قريبة من الشرفة فسقط ميتاً. وأخرى أثناء قيامها بتوزيع الطعام وتقطيع الخبز على أولادها.. اعترض نجلها رجب ممدوح ذو ال 15 عاماً على نصيبه رافضا تناول الطعام فنهرته وعندما افلتت السكين من يدها فأردته قتيلاً وذلك وفقاً لبلاغ تلقاه قسم شرطة مينا البصل.. وبنفس لحظة تهور قامت هاجر عبدالعظيم «ربة منزل» بمذبحة بشرية داخل شقتها بعزبة الهجانة بمدينة نصر بذبح طفلها الوحيد «يامن عنتر صبحي» البالغ من عامين بفصل رقبته عن جسده بسكين المطبخ ثم سارعت أأيضاً وفى حالة هيستيرية بذبح ابنة شقيقة زوجها وكانت تلعب مع نجلها. وهكذا.. أصبحت بعض الأمهات قاتلات من قصد أو دون قصد ولأسباب متنوعة اقتصادية واجتماعية أو حتى مرضية.. أيضاً كانت بحثها ومناقشتها ضرورة قصوى بعدما تحولت بعض الامهات لقتلى لابنائهن إما إغراقاً أو خنقاً أو ذبحاً أو تجويعاً. شخصية عدوانية الدكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى يرى فى الأم القاتلة شخصية سيكوباتية عدوانية تتجرد من مشاعر الأمومة وقد تكون مصابة بفصام عقلى «شيزوفرينيا» أو حتى وسواس قهرى ناجم عن خلل كيميائى فى المخ وجميعها قد تندرج تحت الاستعداد الوراثي.. وقد تزداد هذه الجرائم فى المجتمع الذى تكون فيه الأم غير متعلمة ومهمومة دائماً وتعيش حالة من اللامبالاة التى تقودها إلى سلوك العنف أو التطرف فى المشاعر لظروف اجتماعية صعبة. حالات استثنائية وحالات قتل أمهات لاطفالهن تبقى حالات فردية استثنائية فى رأى الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس تنتشر فى أنحاء العالم وليس فى مصر فقط دائماً ما تقوم بها السيدة الأم تفادياً للفضيحة والعار ولذلك من الخطأ أن نرجع اسبابها لظروف مادية، واقتصادية فالكثير من الأمهات الفقيرات يحمين اطفالهن بأرواحهن أما من يقتلن من أجل العشيق مثلاً فى الأصل لديهن نزوع للعنف والجريمة وغير أسوياء ويفاقم من تلك الحالات الاستثنائية ما نراه من انسحاب للرجل أحياناً من القيام بدوره فى مجتمعنا وتركه المرأة بمفردها تتولى كل المهام منذ حملها على عكس ما يحدث فى الدول المتقدمة، فكلاهما لا يتابع كل المعلومات المتعلقة بتربية الاطفال والاعتناء بهم منذ مجرد العلم بأن المرأة حامل وخلال لحظة الولادة بهدف تقديم الدعم النفس للزوجة ومن ثم فهى تمثل الأم مع الاب الاداة الأكثر تأثيراً فى تربية الطفل.. بينما فى مصر على سبيل المثال دائماً ما تقدم معلومات التوعية للمرأة مبتورة وغير صحيحة وينجلى ذلك فى حوادث الاجهاض وكثرة الانجاب وهى بدايات قتل الأمهات لابنائهن سواء كان نتاج علاقة شرعية أو غير شرعية فهى لم ترغب فيه من الاساس ومن ثم أصبحت تلقيه فى القمامة أو تتركه دون طعام لايام وجميعها جرائم قتل متعمدة. فى النهاية وكما تقول «سامية خضر»: القاعدة العامة أن نزعة الأمومة فطرية كالأكل والشرب. رأى القانون وجريمة قتل طفل تقع تحت طائلة قانون العقوبات وعادة القاضى الذى يفصل فى مثل تلك القضايا يختار الظرف المشدد من العقوبة فى القانون الجنائى حتى يكون ذلك رادعاً للمجتمع.. كذلك الدستور المصرى أكد أن الأسرة هى وحدة المجتمع ونص فى المادة 10 على ضرورة تكوين أسرة سليمة ووضع أيضاً الدستور ضمانات كثيرة لحماية الطفل الذى لم يتجاوز ال 18 عاماً ومنذ ولادته وأى تقصير يكون مسئولاً عن الوالدان.. ولذلك.. وكما تقول الدكتورة فوزية عبدالستار أستاذ القانون الجنائى ورئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب الأسبق، القانون المصرى وضع لهذه النوعية من الجرائم عقوبة الاشغال الشاقة أو المؤبدة أو المؤقتة وتتراوح من 3 سنوات إلى 15 عاماً كحد أقصى فى حالة كون الأم طبيعية ولا تعانى جنوناً أو عاهة عقلية فضلاً على أن الجريمة تكون غير مصحوبة بظرف مشدد وفى حالة اقتران الجريمة بسبق الاصرار أو الترصد فهنا تصل العقوبة إلى الاعدام شنقاً.. وتؤكد الدكتورة فوزية.. أنه فى جميع الحالات التى يثبت فيها أن الأم غير سوية وليست فى كامل قواها العقلية تنتفى عنها المسئولية الجنائية وتصدر المحكمة حكمها بالبراءة وايداع المتهمة أحد مستشفيات الامراض العقلية. دية القتل ولأن الدين الإسلامى حاز على ارقى الدساتير التى غرفتها البشرية وكان لابد من معرفة رأى الشرع فى قتل الأبناء. ومن جانبه أكد الدكتور عبدالمعطى بيومى العميد الأسبق بكلية أصول الدين.. أنه فى حالة ارتكاب الاباء لجريمة القتل الخطأ فى حق ابنائهم فالشرع نص على أن تكون الدية فى العقوبة وتدفع لبقية الاولياء فمثلاً الأم تدفع للأب والعكس.. ولكن هذا لا يمنع القاضى من فرض عقوبة تعزيرية على الجرائم التى تحدث بسبب الاهمال.