انتعشت خلال السنوات الماضية تجارة الورش الفنية وحققت نجاحات كبيرة حتى تخرج منها عدد كبير من النجوم الذين يشغلون الساحة السينمائية والدرامية، حيث لعبت تلك الورش دوراً كبيراً في تطوير موهبتهم وصقلها بخبرة مدربيهم سواء في مجال التمثيل أو الاخراج أو الكتابة وأيضاً الرقص والغناء. ورغم دفع هذه الورش بمواهب فنية حقيقية كل عام الا انه تعرض للهجوم وتتهم باللعب باحلام الشباب، مثل برامج اكتشاف المواهب، لذلك تحدثنا مع عدد من مدربي تلك الورش، وتطرقنا معهم الى اهميتها وهل يمكن ان تحل محل المعاهد الفنية المتخصصة، ومن أهم الفنانين الذين تخرجوا منها وأغرب المهن التي ارادت الالتحاق بها. قالت الدكتورة نادية عبدالعزيز، أستاذ في معهد الموسيقي العربية: نحن في مركز المواهب ننمي مواهب الاطفال غير المتخصصين، لتصبح لديهم القدرة علي العمل في السوق الفني، على عكس ما يحدث في معهد السينما أو اكاديمية الفنون المسرحية الذين يمنحون الطلاب مجموعة من المناهج الدراسية فقط، وأكبر دليل علي ذلك المواهب الكثيرة التي خرجت من الاوبرا وقامت بالدراسة في مراكز تنمية المواهب مثل: مي فاروق وريهام عبد الحكيم وغيرهما من الفنانين الذين ظهروا على الساحة الفنية خلال السنوات الماضية، كما أن الفنان الكبير هاني شاكر تخرج من خلال وجوده في احد البرامج التي كانت تمثل وقتها مثل ورش العمل. أما الفنان أحمد كمال، فقال: الورش الفنية نوع من انواع التدريب على الفنون، فيوجد الشكل الحكومي المتمثل في الاكاديمية، والشكل الخاص المتواجد في كل مكان خاص في أوروبا حيث يوجد ستوديوهات لتدريب الممثل، والفكرة الاساسية في الامر تقوم علي نقل الخبرة، وهي ثقافة شعوب تعمل على تناقل خبرات اجيال من اجيال، ونحن في مصر ليس لدينا هذه الثقافة التي هي في الاساس الطريق لتقديم الفن والمجتمع. وأضاف: نحن في دولة بها 100 مليون نسمة ولا يجوز ان يكون بها معهد واحد فقط للفنون المسرحية، فالشكل الاكاديمي مطلوب ولا يوجد احد ضده، ولكن التعليم في مصر يحتاج الي التطوير بما في ذلك اكاديمية الفنون وهذا مانفعله في الورش الفنية. وأشار كمال الى أنه تدرب على يديه عدد كبير من الفنانين، منهم: نيللي كريم ومنة شلبي وباسم سمرة وحنان مطاوع وعمرو عابد وسالي خلف وغيرهم من النجوم، وقال: أنا كمدرب تمثيل لا أنتظر موهبة كبيرة أو شخصا لديه موهبة كبيرة لكي يتدرب معي، بل انتظر شخصا قابلا للتطور ولديه القدرة علي الالتزام. وواصل حديثه قائلا: تقدم للتدريب معي اشخاص من كل المهن سواء محامين أو مهندسين وأطباء نفسيين، وأغرب الاشخاص كانوا طيارين «اف 16» فكان الجميع ينظر الى الأمر على انه شىء ممتع، وتنمية مهارات لتعلم شىء جديد، فنحن نقبل المتدربين بمجموعة من الشروط اولها ان يكون جادا ولديه حب ورغبة في الاستمرار مهما كانت سنه أو مهنته. قال السيناريست هشام هلال: الورش نوعان الأول الغرض منه كتابة عمل فني والثاني هو تدريب المواهب على كتابة العمل، النوع الأول قمت بتقديمه في أكثر من عمل، مثل «المنتقم» و«أنا عشقت» وهذه اعمال مأخوذة عن روايات معروفة، واضاف: لجأت الى الورش بسبب ثراء العمل، وكل فرد من الورشة كان يمسك بخيط درامي لشخصية، وأنا أقوم بالاشراف عليها وتجميع العمل ليخرج في قالب واحد. وأضاف: النوع الثاني وهو التدريب على الكتابة ويلجأ اليه غير المتخصصين من أصحاب الموهبة، ليتعلموا طريقة الكتابة او مهارات السيناريو،وهي بمثابة دورات تجعل الشخص الموهوب يكتب سيناريو عمل يصلح لتصويره ومشاهدته على الشاشة. وأشار هلال الى أن هذه الورش لا يمكن أن تغنينا عن المعاهد الفنية،وقال: هذه الورش وجودها يسبب حالة من التوازن بين الشكل الأكاديمي والعملي،فالدراسة تمنح الكاتب المعلومات والثقافة التي تفتح له عقله اثناء الكتابة،والورش تعلم الجزء العملي. وأكد السيناريست تامر حبيب أنه لا يمكن للورش الفنية أن تصبح بديلاً للمعاهد المتخصصة، ولكن الاغلبية العظمى من الذين يقومون بادارة تلك الورش خريجو المعهد، وكل ما في الامر اننا نحاول ان نلخص ما تعلمناه داخل المعهد او في الحياة العملية، وتعليمهم ذلك على مدار ساعتين في اليوم حسب مدة الورشة. وأضاف: من يحترف الكتابة لابد أن يكون موهوبا، ومن يأتون الى الورش بداخلهم جزء من الموهبة، دورنا ان ننميه ونضعه على الطريق الصحيح، ومن أكثر الاشياء التي تسعدني في تلك الورش هو أن عددا كبيرا من الطلبة في تلك الورش متزوجون ويعملون في مهن مختلفة بعيدة عن مجال الفن، وبرغم انشغاله الا أن ذلك لم يمنعه من دفع اموال لتنمية موهبة بداخله حتى لو لم يمتهنها بعد ذلك، فكل ما يهمه هو أن يشعر بالسعادة في عمل شيء يحبه ويخرج من خلاله ما بداخله. وعن اول نصيحة يقوم باعطائها للطلبة داخل الورش قال: دائما ما اطلب منه كسر القيود والتحليق بخيالهم في سماء الفن، لأن النهاية الشق النظري في الكتابة امر بسيط ويمكنهم تعلمه بمفردهم بمجرد رؤية شكل السيناريو ولكن الاهم دائما هو ما يكتب على تلك الصفحات لأن فيلما واحدا يمكنه تعليم أمة كاملة مختلفة الأجناس.