انتشرت مؤخرا ورش السيناريو والتمثيل والتي يتقدم لها كثير من الشباب الذين يريد ون دراسة فنون الابداع ويطلب معظمهم مقابلا ماديا مرتفعا, وفي بعض الأحيان يقوم عليها محاضرون ليست لهم علاقة بفنون كتابة السيناريو أو التمثيل, مما يحول الموضوع إلا عملية تجارية بحتة, واستغلال أحلام شباب الموهوبين في مثل تلك الورش , فأصبح بزنس يستغل الإبداع.كتاب السيناريو يرفضون هذا الاستغلال مؤكدين أن هذه الورش لابد أن تخضع لإشراف جهة موثوق بها مثل أكاديمية الفنون أو نقابة المهن السينمائية, منعا لاستغلال الإبداع بتلك الطريقة. وكما يقول السيناريست مجدي صابر السوق مفتوحة للكتابة ولكل إبداع, لكن البعض يري المسألة من وجهة نظر تجارية صرفه, بعيدا عن الاماكن المهتمة بالفعل بأشكال الإبداع مثل الأكاديمية والنقابة, فهناك ورش جادة مهتمة بتعليم مبادئ الفن لكن هناك أخري تقيمها من أجل الاستفادة المالية, فالمسألة تتوقف علي القائمين علي الورشة وأسمائهم وتاريخهم في كتابة السيناريو. وأضاف صابر يفترض أن نقابة المهن السينمائية أنها هي التي تعطي تصريح العمل لتلك الورش وان توافق علي موضوعها ومحاضريها, بمعني أن تخضع تلك الورش لجهة إشراف والأفضل أن تكون النقابة, لافتا إلي أن المشاركين في الورش يتصورون أنهم يتعلمون فن الكتابة, لكنهم يتعلمون مبادئ فقط والموضوع مرهون في النهاية لاجتهاد الكاتب وثقافته ويجب أن يعلم أن دخوله للورشة ليس معناه أنه سيخرج كاتبا محترفا, لأن المسألة لو بتلك السهولة لم تكن سنوات التعليم بالأكاديمية أربعة أعوام, فتلك الورش مثل عملية محو الأمية التي لاتعني الاحتراف. وقال السيناريست فتحي الجندي لو كانت الورشة متخصصة ومن خلال مصدر موثوق منه فلا مانع منها, خاصة لأن المعهد به عدد قليل من الشباب, لكن هناك من خارج المعهد ولديهم الموهبة وفي أعمار مختلفة فمن حقهم أن يأخذوا فرصة مناسبة, لكن يجب أن نسأل أهل الذكر أو المختصين لتعليم فنون الكتابة, لكن لن يعلمهم كيف يؤلف لأن هذه موهبة, مؤكدا أنه ضد أن تتحول المسألة لتجارة فإن كانت الورشة بمبالغ رمزية معقولة فلا مانع, لكن هناك ورشا نسمع عن استمارات تقدم وأرقام خيالية للاشتراك فهذه عملية نصب, لذلك يجب أن تكون الورش تحت رعاية الاكاديمية أو النقابة أو بشكل شرعي فانا ضد المغالاة, حتي أنه عرض علي أن اقوم بورش من هذه الورش في الاسكندرية لكني رفضت, لأن التجارة في الابداع لاتصح. أما السيناريست مجدي الابياري فقد استنكر كلمة ورشة وقال أنا لم أسمع عن شيء اسمه ورشة في الابداع فالورش تكون للمهن الحرفية, أو للصنيعية, وخاصة انه لايمكن ان تقام ورش في كتابة السيناريو لأن هذا وحي يأتي للمؤلف من السماء ويقوم بصياغته في شكل فني ليقدم للجمهور, لذلك لا أعرف ماذا يقدمون في تلك الورش, فلا يوجد شيء اسمه مبادئ كتابه هذا الهام ومنحة من عند ربنا وتكون بالموهبة ومستحيل أن أقول كيف تتم كتابتها, فأنا غير مستوعب حد يعلمني كيف أصيغ مابعقلي. وأضاف الابياري كلمة ورشة مسيئة للسيناريست لأنه ليس صنايعي, وأنا ضد ورش الإبداع, لأن الإلهام وهو السمة الاساسية للكتابة والابداع هبه من الله خلقه فيه عمري ما سأحتاج أحدا يعلمني, لأنه إما أن أكون لدي قدرة علي التأليف والخيال واستطيع صياغة هذا علي ورق من خلال ابداعي الشخصي, أو أني فاقد لهذا, ونحن لسنا صنيعية نحن مبدعون وملهمون المؤلف الناجح هو القادر علي صياغة مشروعه بنفسه, والفن أصبح يمتهنه من ضل الطريق.