"من فات قديمه تاه" مثل كنا نسمعه من أجدادنا وأحبابنا أيام زماااااان، ولكن يبدو أن الأيام الحلوة الجميلة تتبدد رويدا رويدا وكل شىء يعيد لنا الماضى الجميل نترحم عليه ونتذكره ونقول كان زمان !. فقد انقرضت مهنة السقا منذ أن دخلت المياه إلى البيوت والمنازل، حيث انتشرت مع مياه الصنبور أمراض وبائية خطيرة تؤدى إلى موت المصابين بها منها الكبد الوبائى والفشل الكلوى..الله يرحم زمن السقا ومياهه العذبة النقية وانتهى زمن المراكبى أيام كانت المواصلات والنقل عن طريق نهر النيل وبعد إنشاء الطرق والكبارى أصبح المراكبى فى طى النسيان وكثرت الحوادث وراح ضحية التقدم آلاف القتلى سنويا على الأسفلت؟ كما انتهى عصر الطرابيش وصناعة النحاس والفراكات اليدوية وبقيت الذكرى الطيبة. واليوم نشاهد عم أبو النجاة صاحب المحل الوحيد بمدينة فوة يكوى الملابس بالرجل، ودسوق بها ثلاثة محلات فقط ، حيث أوشكت هذه المهنة على الانقراض لولا تمسك المواطنين باستخدام الكى بالرجل أفضل بكثير من الكى بالكهرباء أو بالبخار. وأكد عم أبو النجاة أنه الباقى حاليا بفوة والوحيد حيث يعمل بهذه المهنة منذ منتصف القرن الماضى وأن أولاده قد اتجهوا إلى أعمال أخرى رغم تمكنهم من الكى بالرجل. ترى هل سوف تقاوم هذة المهنة البقاء فى ظل الحداثة والتقدم أم إنها سوف تذهب إلى المهن الأخرى التى توارت بين ذكريات الماضى والتقدم التكنولوجي.