استكمالًا للطريق الذي بدأه" كوكب الإمارات الشقيق" في إبهار الجميع، والتأكيد على أنها تعمل من أجل المستقبل لللوجود في مصاف الدول المتقدمة، والتى تسعى لإرضاء مواطنيها والعمل على إرضائهم بشتى الطرق، جاء إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم إمارة دبي، لاستحداث وزارتي للسعاده والتسامح. ويأتى هذا ضمن حزمة من القرارات أعلن عنها بالأمس، في سلسلة من التغريدات على صفحته الرسمية بموقع تويتر، في إطار أكبر تغييرات هيكلية في تاريخ الحكومة الاتحادية في البلاد. وقال في تغريداته على موقع التواصل الإجتماعى "تم إقرار استحداث منصب وزير دولة للتسامح، لترسيخ التسامح كقيمة أساسية في مجتمع الإمارات. وتابع في تغريدة آخرى "كما استحدثنا منصب وزير دولة للسعادة مهمته الأساسية موائمة كافة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع". بعد قرار الإمارات التاريخى هذا، تصدر هاشتاج "لو كنت وزير السعادة" الأكثر تداولًا على "تويتر"، وتفاعل رودا الموقع مع الهاشتاج، وتباينت ردود الفعل حول ما بين التأييد والدهشة والسخرية، فكتب أحدهم " لو كنت وزير السعادة لوضعت صورتي في كل مطعم" وغرد آخر " لو كنت وزير السعادة .. الدوام بس 3 ايام والباقي اجازه. وثمن آخرون هذه الخطوة من دولة الإمارات فكتب أحد رواد تويتر:" اكبر تحدي مع النفس ان تتجرأ دولة مثل الامارات وتعين وزير للسعاده! اعتقد انها اكبر مراحل الفخر والثقه بالنفس! ياحظكم"، وكتب آخر "لو كنت وزير السعادة أحدد جائزة اسبوعيه ل أجمل إبتسامة". وفي إطار متصل، علق يسري العزوباى، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية "عقبالنا يارب"، موضحًا أن الهدف من إستحداث الإمارات لوزرات للسعادة والتسامح هو محاولة قياس درجة الرضاء العام لدى مواطنيهم، وتصوراتهم للمستقبل، بالإضافة للوقوف على المشكلات التى تواجههم. وتابع، هذا بالإضافة إلى أن دولة الإمارات العربية تسعى لتطبيق دولة الرفاهية، حيث يمثل لهم ذلك مسألة مهمة، ويعملون بجد للوصول إلى الرفاهية والعدل. واستبعد العزباوى، تمامًا أن يكون بمصر مثل هذه الوزرات في وقت ما، بإعتبار أن دولة الإمارات مختلفة تمامًا عنا، فهى لا تعانى كم المشاكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية التى نواجهها نحن، مؤكدًا أن ما ينشده المصريون هو أن يحدث نوع من التقدم الحقيقي على كافة المستويات. وذكر محمود جابر، محلل سياسي، إن الإمارات تقوم على الإقتصاد الريعى، من خلال إعتمادها على استثمارات البورصة وتبادل الأوراق المالية ،كما أنها لا تحتوى على كثافة سكانية عالية، بالإضافة إلى أنها دولة تبحث عن الرفاهية لتكون مدينة لها، لذا استحدثت وزارتين للسعادة والتسامح. ووصف جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، الوزارات المستحدثة بالإمارات بأنها فكرة جيدة للغاية، معتبرًا أن الهدف منها هو ترقية شعور الفرد والمجتمع. وقال إن السعادة لا تتوفر إلا في بيئة محددة، وقد حددث الإمارا ت التى تعمل فيه وزارة السعادة بها، من خلال تكامل المجتمع مع الدولة، لتحقيق التوائم والتوازن النفسي، معتبرًا أن وزارة التسامح قد يواجهها بعض المشكلات الفنية فما هو المنظور التى ستعمل فيه، وما هى مؤشرات التسامح. وأوضح عودة، أن وجود وزارة للتسامح والسعادة، قد تكون جديدة على المجتمع العربي، ولكنها موجودة في العالم الغربي، والذي يمتلك مؤسسات قيادية للتسامح والسعادة. وأكد أنه من الصعب أن تشهد مصر مثل هذه الوزارت مستقبلًا، حيث أننا نواجه العديد من المشكلات الداخلية، كما أن السعادة والتسامح تأتى في مرحلة ما بعد غياب الفساد وتطبيق القانون، بالإضافة إلى أن كفاءة الأداء ليست متوفرة لدينا.