في شوارع القاهرة المزدحمة تعيش فئات من الناس علي هامش الحياة، مشردون ومرضي نفسيون وتائهون لا تشعر بهم الحكومة، هؤلاء بالمئات، وربما بالآلاف تجدهم نائمين علي الأرصفة وتحت الكباري، أو هائمين في الشوارع، انفصلوا عن الواقع، لا يعرفون ما يدور حولهم، وتغيب عنهم فكرة، أنهم ضحايا الحكومة.. إنهم مهمشون يجمعهم التيه في الأرض، ليلهم كنهارهم معاناة دائمة من الألم والعذاب والجوع والعراء وبالرغم من أن احتياجاتهم بسيطة، إلا أنهم يعانون الأمرين لسد هذه الاحتياجات سواء كانت لقمة صغيرة من فاعل خير أو بضعة قروش ممن امتدت إليهم أيديهم هكذا حياتهم، ولكن إذا كانت الحكومة نسيتهم، فإن الله لن ينساهم. إذا قمت بجولة في الشارع المصري، ربما لن تلاحظ مباشرة هؤلاء المهمشين، لكن إذا أمعنت النظر، فستفاجأ بهم كثيرين، وحكاياتهم مريرة تكشف عن واقع أليم يعيشونه.. »عبدالعال« اتخذ الأرض فراشاً والسماء غطاء، سألناه عن حاله فقال الحمد لله علي كل شيء، وابتسم لنا ابتسامة كانت تخفي وراءها العناء، لقد كتب عليه أن يعيش حياة مهمشة وينتظر مستقبلاً مظلماً، فهو يعيش علي مساعدات أهل الخير ولا يملك شيئاً من حطام الدنيا، وكل ما يتمناه ألا يتعرض لمزيد من المذلة في أيامه الأخيرة. لقد امتلأت شوارع المدينة بالعديد من المشردين الذين لا يجدون مأوي أو رعاية، في ظل قسوة الزمان، حيث أصبح الشارع هو مأواهم الوحيد، حيث يشعرون فيه بالأمان والاستقرار، خاصة عندما تمتد لهم يد العون من الناس، فأصبح هؤلاء يفترشون الأرصفة وتحت الكباري بعد أن قسا عليهم الزمن. هؤلاء جميعاً قنابل موقوتة قد تنفجر في وجه الحكومة أولاً وستدفع مصر كلها الثمن إذا لم ينتبه أولو الأمر.