الجنزوري يرد.. ومن أوقف كل هذه المشروعات بقلم : عباس الطرابيلي منذ 28 دقيقة 51 ثانية تلقيت أمس اتصالين تعليقا علي ما كتبته عن مشروعي تنمية سيناء.. وتوشكي. الأول ظهرا من الشيخ عبدالله جهامة شيخ مشايخ قبائل وسط سيناء. والثاني مساء من الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق.. الاتصال الأول يشكرني علي اهتمامي بمشروع سيناء.. والثاني يعاتبني علي ما ذكرته عن دوره- أي الدكتور الجنزوري- وما ذكرته أنه أخذ اعتمادات مشروع سيناء لينفذ بها مشروع توشكي. أي مسئوليته عن إيقاف وتجميد العمل في مشروع سيناء لمصلحة المشروع الثاني.. وبقدر ما يهمني كلام الشيخ عبدالله جهامة رئيس جمعية مجاهدي سيناء يهمني أن انشر ما قاله الدكتور الجنزوري عملا بحق الرد.. الذي نفتقده كثيرا هذه الأيام في الإعلام المصري.. بداية يؤكد الجنزوري أن له دورا كبيرا في تنمية سيناء.. وانه أسهم في رصف 11 ألف كيلو متر من الطرق هناك في الشمال والجنوب.. وكذلك إنشاء كوبري السلام فوق القناة للسيارات وكوبري الفردان «القنطرة» لعبور السكك الحديدية.. وكذلك خط السكك الحديدية من القنطرة غرب وحتي بير العبد واسألوا عمن أوقف هذا المشروع وعن المسئول عن سرقة قضبان هذا الخط.. وأيضا أسهم في إنشاء سحارة كبيرة من 4 أنفاق تحت القناة لتعبر منها مياه النيل، كجزء من ترعة السلام.. التي لم تكتمل!! واستعرض الدكتور الجنزوري جهوده التي أسهم بها منذ عام 1982 لتنمية سيناء وكيف انها كانت تحصل علي الأولوية الأولي منذ بدء الخطة الخمسية الأولي أيامها. وكيف ان عدد سكان سيناء يقف عند رقم 270 ألف مواطن.. بينما كان المخطط هو إسكان الملايين هناك. ويؤكد أن تنفيذ مشروع توشكي لم يكن علي حساب مشروع سيناء وأن أي مشروع منهما لم يغفل المشروع الآخر.. وكيف ان مشروع سيناء كان يستهدف إنشاء 5 مدن كبيرة و200 قرية. ولكنني لم أشأ أن أترك هذه الفرصة لكي أرد علي الدكتور الجنزوري قلت له كنت أتمني- بل الواجب كان يقتضي- أن نكمل مشروع سيناء.. ولا نبدأ أي مشروع ضخم آخر مثل توشكي إلا بعد الانتهاء من المشروع الأول.. وكانت النتيجة- أقول- إننا لم نكمل سيناء.. وهذا هو توشكي.. ماذا أعطي حتي الآن.. ونفي الدكتور تخصيص أي أموال كانت مخصصة لسيناء لكي تتجه إلي توشكي.. وان كنت أري غير ذلك بدليل هذا التجميد للعمل في سيناء. وفجر رئيس وزراء مصر الأسبق قضية أخري عندما قال لي «اسأل.. من الذي أوقف العمل سواء في مشروع سيناء.. أو في مشروع توشكي. وأيضا من أوقف العمل في مشروع خليج السويس رغم انه كان قد بدأ العمل في 5 مشروعات هناك لمدة عامين.. وأيضا أوقف مشروع ترعة النصر إلي الحمام في الساحل الشمالي. وقال اسألوا من أوقف كل ذلك- إشارة مع تلميح إلي أن النظام السابق كان وراء كل شىء.. خصوصا وأنه تم إبعاده عن رئاسة الوزراء عام 1999. وعندما قلت له- في هذا الاتصال التليفوني- أنت تقول إن هدف مشروع توشكي كان الخروج بمشروعات التنمية خارج الوادي الضيق ألم يكن مشروع سيناء يستهدف ذلك أيضا.. أي تعمير مساحة من الصحراء هي 61 ألف كم.. فضلا عن الهدف القومي الأمني الأكثر أهمية.. عاد الدكتور الجنزوري ليتحدث عن مزايا توشكي.. وعاد ليطالبنا بالإجابة عن سؤاله: من الذي أوقف العمل في كل هذه المشروعات.. وأكد مرة أخري أن الاعتمادات المخصصة لسيناء قد أوقفت بعد خروجه من الوزارة بأسبوع واحد.. كان هذا هو دفاع الدكتور الجنزوري الذي وصفته في مقالاتي السابقة بأنه كان الداعية الأكبر لمشروع توشكي.. وقلت ان الواجب الوطني كان يتطلب استكمال مشروع سيناء قبل ان يدعو ويبدأ تنفيذ مشروع توشكي.. ولكن سيادته عاد إلي ترديد كلامه عن أهمية الخروج من الوادي.. فكان ان قلت لسيادته: ألم يكن مشروع سيناء- أيضا- يمثل خروجا من الوادي الضيق وضم مثلث هو عبارة عن دلتا جديدة تمثل شبه جزيرة سيناء كلها ومساحتها 61 ألف كم، أي أكثر مما كان مستهدفا في مشروع توشكي.. حقيقة يذكرها الدكتور وهي ان كثيرا من المشروعات الحيوية تم إيقافها.. ولكن ألم يكن الواجب أن يخرج ويتكلم ويقول الحقيقة للشعب، أقول ذلك رغم يقيني أن أحدا ما كان يجرؤ أن يتكلم.. وقتها.. ولكن صمت كبار المسئولين من أهم خطايانا الرهيبة.. ولقد تجمد مشروع سيناء وخسرنا كل ما أنفق عليه.. وخسرنا ما تم إنفاقه علي توشكي رغم محاولة القول بأنه مازال مشروع المستقبل. ولكن يظل رأينا قائما وهو أننا ملوك الفرص المهدرة.. والمشروعات الناقصة.. وضياع المليارات وراء المليارات في سيناء وتوشكي.. وفي مشروع فوسفات أبو طرطور.. وتلك حكاية أخري!!