مع نهاية كل عام وبداية عام جديد دائما ما تظهر العديد من الاستفتاءات التي تجريها بعض المواقع والإذاعات ولا مانع من وجود فضائيات أو برامج، وكل استفتاء يمنح لنفسه حق تتويج هذا المطرب أو ذاك الممثل أو المذيع، وبالتالي وبكل تأكيد تذهب 99٪ من الجوائز لمن لا يستحق كل ما في الأمر أن الجائزة ذهبت للمطرب لمجرد أنه وافق علي إحياء الحفل الخاص بالجهة التي أجرت الاستفتاء أو أن الممثل وافق علي الحضور وهناك جوائز تذهب للفنان لمجرد أنه يرتبط بصداقة مع منظم الاستفتاء، كل هذه الأمور تجعل الاستفتاءات بلا مصداقية وفاقدة للأهلية. هناك حكايات كثيرة تؤكد أن كل الاستفتاءات التي نراها الآن مجرد أكاذيب ووهم، ومجرد حفلات تنظمها تلك الجهات، تحاول من ورائها تحقيق أقصي ربح مادي في صورة استقطاب عدد من الرعاة يقدمون الدعم المادي لهذه الجهات، وبالتالي فهي سبوبة لذيذة بدون أي عناء. وهناك جهات تتربح من بيع حق استغلال الحفل لصالح فضائية من الفضائيات، وهي أيضا سبوبة لذيذة ومريحة، ولا مانع من ظهور منظم الاستفتاء في عدد من البرامج للترويج لنفسه ولجائزته الوهمية حتي يستطيع خلال السنوات القادمة تحقيق مزيد من الأرباح وإيقاع عدد من الضحايا الجدد في فخ جائزته الوهمية. من بين تلك الحكايات أن إذاعة مثل الشرق الأوسط منذ أكثر من عشر سنوات وهي تقوم بعمل هذا الاستفتاء، منذ ذلك التاريخ وهي تمنح الجائزة للمطرب الأكثر شهرة في تلك المرحلة وفي سنة من السنوات كان عمرو دياب هو النجم الأوحد والأكثر انتشارا وفي الحقيقة هو مازال حتي الآن ينعم بهذه الشهرة، لكن الخطأ الذي وقعت فيه المحطة الشهيرة ربما سببه يعود إلي جهل من نظم الاستفتاء وقتها أن كل استفتاءات العالم أحد شروطها هو ألا تدخل الأعمال التي تم طرحها في الشهر الأخير من السنة أي استفتاءات من أجل مزيد من المصداقية، لأنه ليس من المعقول أن نقارن بين عمل طرح في الأسواق طوال عشرة أشهر أو ستة أشهر بعمل طرح في الأسبوع الأخير من السنة، وللأسف الشديد كان عمرو قد طرح ألبومه قبل يومين من انتهاء العام أي في رأس السنة، وكان هذا الموعد المحدد لأغلب ألبوماته منذ أن طرح ألبومه «ميّال» وإذا بالإذاعة الجميلة تمنح الجوائز لألبوم عمرو دياب أحسن مطرب وأحسن شاعر وأحسن ملحن وأحسن أغنية وأحسن توزيع وكأن الاستفتاء معد لصالح عمرو ورفاقه صناع الألبوم، تركوا عمرو بعد سنوات،وظهر تامر حسني فإذا به يحصل علي نفس الجوائز وفي أحيان كثيرة كانوا يخترعون أسماء لجوائز للحفاظ علي مشاعر بعض المطربين الآخرين. استفتاء آخر كانت تنظمه إحدي الجهات العربية،وأعلن عن فوز المطرب محمد منير بجائزة أفضل مطرب وفي اللحظات الأخيرة اعتذر «منير» فإذا بإدارة الجائزة تعلن اسم مطرب آخر استجاب لدعوتهم بالحضور. هذا العام أعلن عن فوز مطربين ومطربات في بعض الاستفتاءات رغم عدم وجود إنتاج غنائي لهم منهم عمرو دياب ومحمد منير حيث طرح كل منهم أغنية وأغنيتين علي الأكثر منهم دويتو «القاهرة» الذي يجمع الاثنين ولم ير النور حتي الآن، وأغنية أخري لمحمد منير بعنوان «أنا منك اتعلمت» وخرجت في النصف الثاني من ديسمبر وبالتالي لا يجوز أن تدخل هذه الأغنية أي استفتاء في عام 2015. هناك مطربون آخرون تتحكم شركات الإنتاج في حصولهم علي الجوائز وهذا أمر واضح وضوح الشمس . تزييف الاستفتاءات وتزويرها أصبح من علامات نهاية وبداية كل عام والغريب في الأمر أن بعض المطربين بدأوا في السير علي نهج هذه الاستفتاءات في عملية الإعلان لأرقام وهمية عن عدد مشاهدي أعمالهم الغنائية علي «اليوتيوب» بدليل أن صاحب أغنية «انت معلم» لسعد لمجرد يتباهي بأن أغنيته وصلت الي 80 مليون مشاهد أو زائر رغم أنها أغنية شديدة التقليدية، وتارة أخري تجد إليسا تعلن أن أغنيتها وصلت الي 2 مليون، ودخلت في السكة أنغام وكل نجوم الغناء تقريبا، أرقام المشاهدة تخطت حاجز المليون رغم أن ردود الأفعال في الشارع تقول إن المحصلة صفر فالسنوات الأخيرة لم تشهد أغنية واحدة تحقق رواجا كما كان يحدث في الماضي وبالتالي فالأرقام التي تعلن الآن ما هي إلا تزوير للواقع، الأسوأ من هذا أصبحت هناك تجارة علي الانترنت مهمتها فبركة عدد زوار صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمطربين والموسيقيين،وأصبح كل «ادمن» المسئول عن الصفحة مهمته زيادة الأرقام الخاصة بالزائرين وأصبحت هناك أسماء محددة معروفة في الوسط يتنافس المطربون عليهم من أجل تكليفهم بمسئولية الصفحة، وبالتالي كل الأرقام المعلنة من المطربين في مصر والعالم العربي غير حقيقية وهي تُفبرك علي طريقة الاستفتاءات.