الكاتب المسرحى الشهير زكى طليمات الذى عمل بالتمثيل فى عدة فرق منها »فرقة عبدالرحمن رشدى« و»فرقة جورج أبيض« وغيرهما، والذى أشرف فى الفترة فى 1937 إلى 1952 على تعليم الدراما فى المدارس المصرية، وتولى إدارة المسرح القومى فى سنة 1942 وحصل على العديد من الأوسمة، وكتب أول أوبرا فولكلورية مصرية »ياليل ياعين« فى سنة 1957 كتب فى وصيته أن يتم دفنه فى مقبرة صديقه »محمد تيمور«، وألا يقام له مأتم للتعازى وأن يدفن مع ارتفاع صوت الحاكى بأنغام السيمفونية الرابعة للموسيقار الألمانى العبقرى »بتهوفن«، وأن تؤول مكتبته إلى المعهد العالى للفنون المسرحية هذا ما ذكره زكى طليمات للصحفى »محمد نصر« الذى رواه فى كتابه »صفحات من حياتهم لقد أحب زكى طليمات الحياة، وكان لايعترف بحقيقة عمره أبداً، وكان يعيش وكأنه يعيش فى عز الشباب بالرغم من وقوفه على ما يزيد على الثمانين وكان المسرح هو كل شىء فى حياته حتى إنه ليراه أهم من صحته، أذكر أنه كان يبحث ذات مرة عن مسرحيتين كان قد كتبهما »عبدالله النديم« خطيب الثورة العرابية، وذلك أثناء عملى فى الدكتوراه عن هذه الشخصية، ولما علم بذلك أخذ يتتبعنى لمعرفة مكان نشر هاتين المسرحيتين، ولما دعوته لحضور مناقشة رسالتى للدكتوراه بآداب عين شمس عام 1979 لم يتردد فى الحضور، وهناك تقابل مع الدكتور عزت عبدالكريم رئىس لجنة المناقشة،و تذكرا معاً يوم تقابلا أول مرة أثناء حصولهما على جائزة الدولة التقديرية، وأثناء اللقاء مع رئىس الجمهورية أنور السادات وقتذاك. لقد أحب زكى طليمات التمثيل وهام به بعد أن تملك حبه كل كيانه فأعطى له كل ما يملك، وبذل وضحى بكل ما عنده، ولم يخرج من هذه الدنيا بمال أو عقارات، ومع أنه تزوج بأكثر من واحدة، فإنه لم ينجب سوى ابنته الوحيدة »آمال« من السيدة »روزاليوسف«. إن جهود زكى طليمات المسرحية لم تقتصر على أنه كان المؤسس الأول للمعهد العالى لفن التمثيل، والفرقة القومية والمسرح المدرسى والمسرح الشعبى فى مصر، بل تخطت جهوده حدود مصر الى العالم العربى، فأسس معهد التمثيل فى الكويت عام 1964 واستقدم له أساتذة من مصر، وتولى عمادته الى جانب التدريس لمادة فن الإلقاء والتمثيل، واستطاع ان يثبت ريادة مصر فى هذا المجال، فألف هناك قاعدة لفرقة تقدم الجيد من المسرحيات كانت لها فاعلية فى تعميق النظرة الى الحياة مما ادى الى انشاء معهد للتمثيل انخرط فيه الشباب الكويتى وشباب إمارات الخليج والجزيرة العربية وبذلك أدى زكى طليمات واجبه نحو وطنه الأم مصر، وحمل مشاعل الفن الى المنطقة العربية، وظل يقف موقف المرشد الهادى لتلاميذه، وكانت امنياته ان ينتهى من صناعة المسرح ليتفرغ لتسجيل انطباعاته وذكرياته عن الناس، وعن المسرح، وكان فى رأسه مسرح كبير، ملئ بالأحداث، و»سيرك« يضج بالفكاهات والغرائب، ومدرسة فيها الحقائق أعجب من الخيال، هذا ما أراد ان يسجله ليكون ذخيرة للأجيال الصاعدة. وظل زكى طليمات يعطى لوطنه من خبراته وحياته، وقد كرمته الدولة بمنحه جائزة الدولة التشجيعية فى الإخراج المسرحى عام 1962 كما نال جائزة الدولة التقديرية عام 1966، وجائزة الاستحقاق المصرية والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون الجميلة. وفى الثانى والعشرين من ديسمبر عام 1882 انتقل زكى طليمات إلى رحاب ربه عن عمر يناهز السابعة والثمانين من عمره، وقد أوقفت ابنته جائزة سنوية تخليداً لذكراه، تمنح لأول الخريجين من المعهد العالى للدراما.