عبرت الجامعة العربية عن بالغ قلقها للأحداث المؤسفة التي قام بها متطرفون ومتعصبون بالعدوان والهجوم على المسجد الأقصى وعلى المصلين من نساء ورجال بشكل استفزازى خطير . وأكد الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح في تصريح له اليوم السبت على تأييد الجامعة العربية لطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد اجتماع عاجل لمنظمة التعاون الإسلامي ، وذلك للبحث في الهجمة الصهيونية الشرسة التي تعرض لها المسجد الأقصى المبارك ، ووضع حد واضح وصريح لهذه الانتهاكات المتعمدة ، لأنه لا يوجد في العالم عربي واحد أو مسلم أو مسيحي يقبل بما يحدث في المسجد الأقصى . وأوضح صبيح أن الأمر في غاية الخطورة لأنه قد يسبب انهيار عملية السلام في الشرق الأوسط ولتعلم القيادة الصهيونية أن المسجد الأقصى خط أحمر لا يمكن المساس به ، مشيرا إلى أن هذا الاقتحام ليس الأول ولا العدوان الأول ولكن أصبح العدوان سمة يومية على المقدسات الإسلامية والمسيحية تحت حماية الجيش الصهيوني بالإضافة إلى حرق الكتب المقدسة للديانتين والعدوان المستمر على الكنائس والمساجد والأديرة . من جهته ، أكد رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ رائد صلاح أن ما يجري من اعتداءات داخل باحات المسجد الأقصى المبارك ليس مجرد تصرفات لجمعيات صهيونية أو بعض العناصر الاحتلالية وإنما تنفيذ لمخططات الاحتلال وكافة مؤسساته . فيما طالب الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا بتشكيل اتحاد عربي إسلامي على غرار الاتحاد الأوربي كحد أدنى لاستثمار الطاقات الإسلامية لحماية القدس والمسجد الأقصى ، مؤكدا أن المرابطين وحراس المسجد الأقصى يعتبرون بمثابة الشوكة في حلق الاحتلال في ظل الهجمات والاعتداءات المتكررة، مضيفاً إن الأحداث التي جرت خلال هذا الأسبوع تؤكد أن الاحتلال مستمر في تجاوزاته ومخططاته . من جانبه ، لفت مسئول ملف القدس بحركة فتح حاتم عبد القادر إلى أن ما يجري من اعتداءات داخل الأقصى من خلال فرض اقتحام زمني للمتطرفين هو توطئة لتقسيم مكاني، مؤكداً إن ذلك يجري أمام صمت مهيب من قبل الشعوب العربية والإسلامية التي انتفضت لكرامة الرسول عليه السلام، ولا بد منها أن تنتفض لمسرى الرسول . في الوقت نفسه ، قال الشيخ حماد أبو دعابس إن التصعيد الخطير الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد المسجد الأقصى وخاصة في الأيام الأخيرة جاء مدعوما بشخصيات سياسية من حزب الليكود الحاكم وجهات متطرفة تسعى لفرض واقع جديد في باحات الأقصى . كما قام السفير المصري لدى السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عثمان بعد ظهر اليوم السبت بزيارة إلى المسجد الأقصى في إطار حرص مصر على دعم صمود الفلسطينيين في مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة ، خاصة بعدما اقتحم المئات من أفراد الشرطة والجيش الصهيوني أمس عقب صلاة الجمعة مباشرة ساحات المسجد الأقصى . كما أدن أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام للمنظمة في بيان صحفي اليوم قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى المبارك يوم أمس الجمعة، معتبراً أن هذا الاعتداء (يصيب الأمة في أحد أعز وأقدس مقدساتها، ويستدعي الوقوف في وجهه ومنع تكراره) . كما حذّر أوغلو من خطورة تصاعد الاقتحامات للمسجد وباحاته من قبل المتطرفين اليهود وقوات الاحتلال في الوقت الذي يمنع فيه المسلمون من دخول المسجد والصلاة فيه، بل وإخراجهم منه واعتقالهم والاعتداء عليهم، معتبراً ذلك (تمهيدا لتنفيذ مخططات خطيرة تستهدف الحرم القدسي الشريف) ، وأهاب بالأمة الإسلامية للتنبه إلى ما يتعرض له مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذى واعتداءات لن تسكت الأمة طويلاً على استمرارها . كما دعا الأمين العام منظمة اليونسكو ومجلس الأمن الدولي والدول الإسلامية الأعضاء فيه إلى تحمل مسئولياتهم في حمل تل أبيب على وقف اعتداءاتها ومنعها من زيادة التوتر في المنطقة . وحذر رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي من المساس بالمسجد الأقصي المبارك ، واصفا إياه بأنه خط أحمر لا يجوز المساس به ، وقال: "إنه يتعين على إسرائيل عدم التعرض لمدينة القدس، بما فيها المسجد الأقصى، ويجب حمايتها والمحافظة عليها وفقا لاتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949، واتفاقية لاهاي عام 1905، ومبادئ وقواعد القانون الدولي ووفقا للقرارات الدولية، خاصة قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقضية الفلسطينية" . كما جدّد الدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف الفلسطيني مطالبته للمسلمين بزيارة مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى للدفاع عنه ضد حملات التهويد الصهيونية المتصاعدة ، موضحًا أن عدم زيارة المسلمين للأقصى يعني التسليم بالأمر الواقع، والرضا بسيطرة قوات الاحتلال على المدينة المقدسة .