تكونت خلال الفترة الأخيرة تحالفات سياسية جذبت أنظار المتابعين للحياة السياسية في مصر، كان أبرزها تحالف "التيار الشعبي" بزعامة حمدين صباحي المرشح الرئاسي الخاسر وتحالف آخر للفلول تحت مسمى "الحركة الوطنية" بزعامة الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الخاسر أيضاً، وتحالف ثالث بزعامة عمرو موسى المرشح الرئاسي الخاسر أيضاً، يُسمى تحالف "الأمة المصرية" يضم عدد من الأحزاب في مقدمتهم حزب الوفد. وقد اتفقت التحالفات الثلاثة جميعاً خلال حفلات تدشينهم، على أنهم ليسوا موجهون ضد أحد وإنما قاموا من أجل مصلحة الوطن. ثنائية شفيق - أبو حامد وقد أعلن الفريق أحمد شفيق ومحمد أبو حامد عضو مجلس الشعب المنحل، المثير للجدل، وعدد من الأدباء والشخصيات العامة تأسيس حزب الحركة الوطنية المصرية وجاء البيان التأسيسي الأول للحزب أن الهدف الرئيسي منه هو السعي لمصر جديدة مدنية حرة مستقلة عادلة يفخر بها كل مصري وسعياً إلى دولة قوية مستقرة تديرها قوى عادلة. وأوضح بيان للحركة، أن حزب الحركة الوطنية هو بمثابة وعاء لكل التيارات والأحزاب السياسية التي تؤمن قولا وفعلا بأن مصر للجميع، وأنه سوف يعمل على تحقيق الدولة المدنية من خلال مجتمع يقبل بالتنوع ويحقق الدولة المدنية الحديثة والحرية والعدالة الاجتماعية التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير كما أنه يسعى لتحقيق السلام وحماية الوطن والدفاع عن كل أبناءه باختلاف أطيافهم العقائدية والسياسية. ويعد من أبرز المشاركين في تأسيس الحزب الفقيه الدستوري إبراهيم درويش والكاتب الصحفي أنور الهواري وشيخ مشايخ الطريقة الصوفية عبد الهادي القصبي وشيخ الطريقة العزمية محمد أبوالعزايم. وأكد أبو حامد وكيل الحزب أنه تحالف مع الفريق شفيق لثقته أنه الأقدر الآن على تكوين معارضة قوية؛ نظراً لأنه الوحيد الذي يمتلك شعبية وأرضية حقيقية تصل إلى 12 مليون مواطن وأن الحزب سيضم كافة متظاهري المنصة والعباسية. حمدين واستعداء الإخوان وبالنسبة لتحالف التيار الشعبي، فقد استهل حمدين صباحي كلماته أمام أنصاره من ميدان عابدين والتي استلهمها من الرئيس جمال عبد الناصر بقوله "مصر أكبر من أن يتحكم فيها فصيل أو جماعة أو حزب.. سنناضل من أجل كل المصريين، حتى تتكافأ الفرص بين الجميع على السواء، وحتى يعيش كل بيت مصري مستورا''. هوة زمنية ربما تقترب من العقود الأربعة، فصلت بين وفاة جمال عبد الناصر، وظهوره مرة أخرى مستترًا خلف عباءة حمدين صباحي مساء الجمعة تاريخ ميلاد التيار الشعبي، الذي يتزعمه صباحي، بمشاركة من قوى سياسية ليبرالية ويسارية وعلمانية. وقد تداول نشطاء ومتابعون مقتطفات من كلمات صباحي خلال المؤتمر، متهمين حمدين، بتقمص طريقة إلقاء وأداء عبد الناصر، فضلًا عن استلهامه مصطلحات وأفكار أعاد إنتاجها لتناسب الحدث، والمتغيرات، واصفين ما يحدث بأنه إعادة إنتاج لعداء جمال عبد الناصر لجماعة الإخوان المسلمين، مستشهدين بالهتافات التي هزت ميدان عابدين خلال المؤتمر ومنها :"يا حمدين قولها قوية لا لحكومة إخوانية، ولا مرسي ولا إخوان .. التيار الشعبي صمام الأمان". واكتمل مشهد استحضار روح ناصر، بظهور المهندس عبد الحكيم عبدالناصر، نجل الزعيم الراحل والذي قال :"لن نتلقى أوامر من واشنطن، لن نكون كنزًا للعدو الصهيوني، فلا توجد ديمقراطية بلا عدالة اجتماعية، وجاء اليوم لأشارك في إعلان تحالف قوى الشعب من فلاحين وعمال ومسلمين وأقباط. الأمة المصرية وبالنسبة لتحالف الأمة المصرية فقد أعلن التحالف، المشكل من عدد من الأحزاب، عن وثيقته السياسية التأسيسية في وقت متأخر من ليلة الخميس الماضي، مؤكدًا خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد بحزب الوفد، على الاستمرار في الحوار مع كافة الأحزاب والقوى المدنية، للانضمام للتحالف. وقال السيد البدوي رئيس حزب الوفد :"إن التحالف سيتخذ مواقف سياسية موحدة في القضايا، التي تطرأ الساحة مش هنقف نتفرج على الحكومة وننتظر انهيار النظام"، موضحًا أنه سيتم الاستعانة بخبرات جميع المفكرين المتواجدين بالتحالف، لعلاج أزمات كالأمن وإعادة هيكلة وزارة الداخلية. وهدد البدوي بانسحاب جماعي لأعضاء التحالف بالجمعية التأسيسية، حال خروج الدستور عن وثيقتي الأزهر والتحالف الديمقراطي، الذي سبق ووقّع عليه جميع الأحزاب مدنية وإسلامية. وعن موقف حزب الوفد من رئاسة عمرو موسى لحزب المؤتمر، قال البدوي :"الحزب يؤيد اندماج عدد من الأحزاب بحزب المؤتمر المصري". ومن جانبه، أكد عمرو موسى على أن التحالف سيتواصل مع جميع القوى المدنية؛ بما فيها حزب الدستور بقيادة محمد البرادعي، والتيار الشعبي بقيادة حمدين صباحي، نرحب بهم للعمل سويًا من أجل صالح الوطن. وكان ممثلو القوى المدنية قد وقّعوا على وثيقة التحالف السياسية خلال الاجتماع، الذي سبق المؤتمر، واستمر لما يزيد عن 5 ساعات بمقر حزب الوفد، وشهد الاجتماع تصفية الخلافات بين جميع الحضور، حتى لا يكون مُعرضًا للفشل. وتضمنت الوثيقة عدة أهداف؛ أهمها تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية لجميع المصريين دون تمييز أو تفرقة، والمساهمة الوطنية الإيجابية لضمان إصدار دستور مدني؛ حديث يكفل بناء الدولة العصرية الحديثة ، والتمسك بمبادئ المواطنة والهوية المصرية على أن يكون التحالف سدًا منيعًا ضد المساس بالسياسة الوطنية، والتفريط في التراب الوطني وثروات وموارد الشعب. كما أكدوا في الوثيقة على رفضهم التام لكافة محاولات تفتيت النسيج الوطني المصري، وإهدار حقوق أهالي سيناء والنوبة، مع ضرورة اعتراف الدولة بحقوقهم، منوهين إلى أن التحالف سيكون أداة للتواصل مع المصريين بالخارج وأداة للدفاع عن مصالحهم وحقوقهم، وسيقاوم محاولات "تمييع الهوية المصرية" أو المساس بالشخصية المصرية لهذا الشعب العريق. ومن بين الموقعين على الوثيقة، كل من الأمين السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، رئيس حزب الوفد السيد البدوي، الرئيس السابق لحزب الجبهة الديمقراطية أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب غد الثورة أيمن نور، رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات، الكاتب محمد سلماوي، نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور، نائبا رئيس الوزراء الأسبق يحيى الجمل وعلي السلمي، رئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، نجيب أبادير، وممثلين عن شباب الثورة.