لم يكتف مرشح الرئاسة الجمهوري الذي ألقى خطابا خلفيّته أسوار القدسالمحتلة بإعلان القدس عاصمة إسرائيل، بل تفوه بكلام عنصري ضد الفلسطينيين. فكما يبدو لكي لا يشكك أحد بمبدئية مواقفه الصهيونية هذه، ولكي لا يبدو أنه يتخذ موقفا انتخابيا انتهازيا محضا قرر رومني أن يعبر عن قناعاته بلغة أيديولوجية، فخرجت منه لغة عنصرية فظة وتافهة للمبتدئين، إذ ادعى أن الإسرائيليين متفوّقون ثقافيا على الفلسطينيين. وحصد تصفيق جمهور العنصريين الذين استوطنوا القدس. كان ذلك اجتماع مستعمرين بلغة القرن التاسع عشر، لا أكثر ولا أقل. في فلسطين وحدها يجوز مثل هذا الكلام، إذ لا يوجد مكان آخر في العالم يمكن فيه لسياسي أميركي ان يفتح قلبه تملّقا ل"دولة أجنبية"، وأن يتفوّه بكلام عنصري فج. فقط في "بلاد اللوبي الصهيوني المقدسة" تتاح الحماسة السياسية الدينية للساسة الأميركيين، ويغفر الدلال الذي يُخَصّ به "شعب اللوبي" للعنصريين أقوالهم المريضة عن سكان البلاد الأصليين. فقط في فلسطين يسمح أن تعيش مدن كاملة داخل أقفاص، وأن تلتف حولها شوارع المستوطنين الواسعة لتخنقها، وتستمر مصادرة الأرض وبناء المستوطنات لشعب يحتل شعبا آخر، وتسن القوانين وتتخذ القرارات لتغيير طابع البلاد وهويتها وبنيتها السكانية، ويمارس كل ذلك علنا. فقط في فلسطين لا تجري مقاطعة نظام الفصل العنصري الكولونيالي، بل يتنافس ساسة أميركيون في تبني أيديولوجيته.