رغم أن اللبيب بالإشارة يفهم، وبناء على ما سلف وتقدم .. أقول وبالله التوفيق: الذم والتخوين والطعن في الشاطر هي انطباعات من قرأ البوست الذي أثار جدلا .. وأخرج البعض عن حدود الرد اللائق، ثم وجدت الحديث عن كفاءة استثنائية للفريق الذي يدعم الرئيس، ثم رفض للنقد لأن الرئيس أدرى بمن يختار ويرتاح معه. وهو حر في تقدير ذلك. فضلا عن كلام متناثر بأنني من أنصار أبو الفتوح (رغم أنني لم أكن في حملته ولا ضمن فريق مستشاريه) تلميحا أو تصريحا بغياب الموضوعية وصولا لتأكيد الجهل بالجماعة. هذا مجمل المنطق الذي حكم التعليقات الغاضبة أو اللائمة سواء ما تجاوز منها حدوده أو من كتم غيظه ودافع دفاعا مستميتا عن حجته أو من يحب. ***** حسناً ..! دعونا نعيد قراءة البوست الصادم الذي جعل البعض يواصل اتهامه لي بالعداء للإخوان والنقد غير البناء والاكتفاء بالكلام دون العمل .. وخلافه .. وخلافه. ***** كنت قد كتبت: «... الفريق المساعد لمحمد مرسي محترم، وأدار حملته الانتخابية. لكن الحملة غير الدولة. وهم من رجال الشاطر. آن أوان اختيار فريق له خبرة إدارية وسياسية .. نحن نحتاج كلاما واضحا عن علاقة الجماعة والحزب بالرئاسة .. بالتأكيد سيكون هناك حضور للحزب الذي جاء منه الرئيس لكن معرفة المعايير بشفافية حق لمن انتخبه». ***** فهل في كلامي ما يدفع لكل هذه الاستنتاجات؟ 1- وصفت الفريق بأنه محترم. 2- أكدت حسن إدارته للحملة. 3- المنطق الطبيعي أن إدارة دولة يحتاج خبرات تختلف عن إدارة حملة انتخابية، ومن يجادل في ذلك عليه صدقا مراجعة طريقة تفكيره في معاييره في الحكم السياسي. 4- من الفريق من لهم شراكات مالية وعلاقات لصيقة بالشاطر- وليس في وصف رجال الشاطر أية إساءة، فهذا المعنى المقصود، ولو كان عليهم شائبة لما وصفتهم بالمحترمين وهو وصف لو وضع بجانب رجال الشاطر ينسحب عليه بالضرورة .. أي أنه مدح وليس ذما، وأنه تقدير وليس تحقيرا، لكنه سيثير الكثير من التحفظ والنقد ويدخل في باب تعارض المصالح، وتعارض المصالح هذا له قوانين وأعراف، وسلمت للمهندس الشاطر يدا بيد نصا مكتوبا في هذا الموضوع لخطورة تكرار سيطرة منطق رجال الأعمال على مشهد السياسة، فنكرر بحسن نية ما وقع فيه نظام مبارك، ونحن نحسب أننا نحسن صنعا. ولو أراد الشاطر أن يكون له مكان في آلة الدولة فهذا ممتاز. فهو مواطن مصري ويمكن الاستفادة بقدراته ومهاراته، على أن يترك أي شأن له صلة بإدارة الملف المالي للجماعة قطعا- مجرد ملحوظة. ومجرد إشارة: أيقلل من شأن الصحابة وصف أصحاب محمد- والقياس مع الفارق. لكن لو قلت أصحاب الشاطر لكانت أقل توفيقا، ولو لم يكونوا من أفضل العناصر التنظيمية لما وصفتهم بالرجال أصلا من البداية. فضلا عن أن إنكار وجود تمايزات في الخبرة وأجنحة في الجماعة بدون أن يمثل ذلك بالضرورة صراعا أو تناقضا هو أمر وارد في كل جماعة وليس فيه ما يشين أو يسيء، وإلا لما لزم الأمر ثلاث دورات للتصويت على قرار ترشيح رئيس رغم رفض الأغلبية في مجلس الشورى لذلك في أول جولة والإصرار على تكرار التصويت، وترجيح الرأي بفارق صوتين. أي أن قرابة النصف لم تكن مع الرأي أصلا، وهناك من يغلب هم الدعوة عنده على هم التنظيم .. والعكس. وإنكار ذلك يعني أن السنن التي تحكم التنظيمات في التاريخ كله، بما فيه تاريخ الاسلام، تنطبق على الإخوان- وهذا يكون سبق تاريخي نادر وفريد يحتاج نظريات اجتماعية جديدة تماماً عما نعرفه. 5- هناك احتياج لبناء مؤسسة رئاسة، فالفريق خبرته التنظيمية ومهارته في إدارة الحملة انتخابية التي فاز فيها مرسي بفارق بسيط بفضل أصوات الرافضين لشفيق (لكننا ننسى) ليس في تقديري المتواضع مؤهلا لإدارة في قصر رئاسة، ووجودهم كأهل ثقة في الأسابيع الأولى كان لازما، لكن قلت: آن أوان- أي حان وقت وجاءت فرصة- تغييره بفريق متخصص من خيرة شباب وزارة الخارجية أو مركز معلومات مجلس الوزراء، على سبيل المثال، أو قيادات شابة مخلصة خدمت في الفترة السابقة منذ الثورة في داخل الدولة، وهو ما أراه تقديما لأهل الكفاءة، خاصة أن خبرة هذا الفريق كانت لسنوات طويلة في ظل تنظيم سري. وأنا لا أقلل من قدراتهم، لكن عقلية التنظيمات خلاف عقلية إدارة دولة. وقد لمست بالتعامل المباشر ما أقلقني. ولست في حِل من التصريح، لكن ننبه ونرجع للقواعد العامة دون شخصنة . أخيرا وليس آخراً الكلمة فعل .. والرد بأن الإخوان يعملون وغيرهم يتكلمون، رد يقلل من قيمة التفكير خاصة لمن في مثل مجالي الذي هو- بالصدفة البحتة- العلوم السياسية والفكر السياسي. ثانيا، من قال أن ما أكتبه لا يوازيه عمل؟ نقول له الله أعلى وأعلم. ثالثا: قد أكون على خطأ وغيري على صواب .. لكن نتفق على قواعد للحكم على الأمور، وإلا تاهت منا المبادئ التي نؤمن بها وندعو لها. ***** أما الجزء الخاص في كلامي بأننا: «نحن نحتاج كلاما واضحا عن علاقة الجماعة والحزب بالرئاسة .. بالتأكيد سيكون هناك حضور للحزب الذي جاء منه الرئيس لكن معرفة المعايير بشفافية حق لمن انتخبه ...» فهذا الجزء أدعو للنقاش فيه فهو يحتاج تفكير عميق يوازن المصالح، واخترت كلامي بدقة فأرجو أن يقرأ جيدا وبهدوء. ***** الأمر دين وشهادة .. والسياسة آلة .. ولا أحد فوق النقد .. ما دمنا نتحرى رضى الله ومصالح الخلق .. فهي أمانات.. والسكوت خيانة.. والله غالب. هذا ما عندي في الموضوع .. فهناك قائمة طويلة من الهموم .. والموضوعات كثيرة .. نتحرك لغير هذا الأمر، فقد أخذ وقتا وجهدا. وأشكر كل من ساهم، وأعذر كل من ظن نفسه يدافع عن أخ له وتوهم أنه في موضع طعن وذم في حين كان السياق وقائله في موضع نصح وإعلان هَم وتواص بالحق والصبر .. وتذكرة لمن أرادها وسعى لها. وأتمنى أن يُفهم ويستقر أنه ليس كل نقد وتقويم «يصب في فسطاط الفتنة» و«يحقق مصلحة لكارهي التيار الاسلامي» وإلا فلن ينطق أحد .. والإصلاح أولى، وإلا وقانا الله وإياكم شر الزلات ومجانية الاتهامات .. وباطن الإثم في الفكر والكلمات. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.