يأتي شهر رمضان هذا العام وقد أجبرت الظروف القاسية آلاف السوريين على مغادرة بلدهم، وتأتي الجزائر في مقدمة الدول التي يقصدها السوريون بسبب عدم التضييق عليهم وانعدام نظام التأشيرة على الجالية السورية، كما أن السلطات تمنحهم تصاريح إقامة مدتها 3 أشهر. وبادرت عدة جمعيات خيرية جزائرية قبيل الشهر الفضيل إلى نشر إعلانات في الصحف تطلب التبرع لمساعدة المحتاجين وعابري السبيل، ومنهم "الأشقاء السوريون" الذين اضطرتهم ظروف الحرب للمجيء إلى الجزائر. ومع كثرة اللاجئين السوريين أصبحت المتطلبات أكثر من طاقات الجمعيات الخيرية، وأجبر الوضع الجديد في إقدامهم على التسول لطلب لقمة العيش. وحسب صحيفة الوطن الجزائرية فإن حالة تثير الشفقة فهم يختارون المدن الداخلية لأن الحياة فيها أقل كلفة من العاصمة، كما أنهم يبيتون في المساجد وبعضهم ينام في العراء. وشوهد عدد كبير من السوريين وهم يتسولون بمساجد العاصمة الجزائرية وشوارعها، وحتى في المدن الداخلية، خصوصا وأن السلطات الجزائرية تتساهل معهم في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا، كما حدث مع الليبيين خلال ثورتهم الأخيرة. ويشار إلى أن الأعداد الرسمية للاجئين السوريين بلغت نحو 25 ألف سوري قدموا منذ اندلاع الثورة، بينهم من جاءوا رفقة عائلاتهم وأبنائهم وبعضهم أتى بمفرده، ووصلوا حتى إلى ولايات الجنوب والغرب بحثا عن لقمة العيش.